سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الأوقاف يخطب الجمعة من مسجد السلطان حسن: إطعام الجائع أولى ألف مرة من تكرار الحج أو العمرة.. تنظيم النسل ليس بالقدرة على الإنفاق وإنما للدولة حق فيه.. والقرآن علمنا عدم دخول بيوت الناس دون إذن
مفتي الجمهورية و4 سفراء يؤدون صلاة الجمعة بمسجد السلطان حسن وزير الأوقاف: إطعام الجائع أولى ألف مرة من تكرار الحج أو العمرة تنظيم النسل ليس بالقدرة على الإنفاق وإنما للدولة حق فيه وزير الأوقاف يحذر من كلمة شائعة بين الناس عند الاستئذان القرآن علمنا عدم دخول بيوت الناس دون إذن أدى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، ومجموعة من سفراء الدول صلاة الجمعة اليوم، بمسجد السلطان حسن، بمدينة القاهرة . ونقل التلفزيون الرسمى على الهواء مباشرة شعائر صلاة الجمعة الثانية من شهر ذي القعدة المبارك، وألقى الخطبة اليوم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وموضوعها: «الآداب والحقوق العامة في المجتمع وأثره في رقيه ورقي الأفراد». حضر الصلاة اليوم اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، والدكتور محمود الشريف نقيب الأشراف في جمهورية مصر العربية، ووكيل أول مجلس النواب، والسفير جمعة مبارك، سفير دولة الإمارات والسفير أرمان سفير كازاخستان. ورافقهم السفير عبد القادر سفير نيجيريا، والسفير أحمد التازي سفير دولة المغرب، وأعضاء من مجلس النواب ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بمحافظة القاهرة. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، إن للفقراء حق على الأغنياء ونحن مقبلون على موسم الحج، منوها إلى أن من حج الفريضة فإطعام الجائع ومداواة المريض أولى من حج النافلة ألف مرة. وأضاف جمعة، في خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن بالقاهرة، أن تكرار الحج أو العمرة ليس مما حدث عليه الشرع الحنيف مع وجود من لا يجدون قوت يومهم او المجتمع في حاجة للإنفاق على أهله، مشيرا إلى أن شكر نعمة المال ليس بالتسبيح والتكبير وإنما الشكر يكون بالوفاء بحقوق الفقراء والمحتاجين. وقال وزير الأوقاف، إن بعض الناس ربما يظن أنه يستطيع أن ينفق على أي عدد يريد إنجابه من الأولاد، وإنما القضية تكمن في حق الدولة التي تتحمل التعليم الجيد والصحة والطرق لزيادة السكان، فالنبي علمنا أن الكثرة المحمودة هى القوية والتى تتقدم بالبلاد، أما حينما تكون كثرة كغثاء السيل فهذا ما حذرنا منه النبي. واستشهد جمعة، بحديث النبي الذي قال فيه (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ). وأشار إلى أن دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف أكدوا أن تنظيم النسل وتنظيم عملية الإنجاب أمر لا يتعارض على الإطلاق مع صحيح الدين بل إن واقعنا يحتم عملية التنظيم للأم والأسرة والمجتمع والعبرة ليست بالكثرة غير المحمودة. وقال وزير الأوقاف، إن الإسلام دين القيم والأخلاق والذوق والرقي، وكل ما يؤدي إلى حسن الخلق والذوق الراقي والآداب العالية هو من صميم مقاصد الأديان، منوها أن كل ما يمكن أن يخدش الذوق العام أو ينافي الآداب العامة الصحيحة فانفض يدك منه ، فديننا دين الفطرة الإنسانية السليمة، فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها. وتابع: ولنبين ذلك سنتحدث بإيجاز شديد عن ثلاثة من الآداب العامة نبين إلى أي مدى ارتقى ديننا بالذوق والحس الإنساني وحافظ على مشاعر الناس وأعلى من شأن القيم الإنسانية ، هي: «أدب الاستئذان، وأدب الطريق والأماكن العامة وأدب التعامل مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة». واستشهد بما يقول الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» الآية 27 من سورة النور، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى أحدًا من أصحابه استأذن، فإن أُذن له دخل وإن لم يؤذن له رجع، ومن آداب الاستئذان ألا تأتي نُصب الباب فتحد بصرك في بيوت الناس، إنما عليك أن تخفض البصر. وأضاف أنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم إذا أتى بيت أحد من أصحابه، لم يأت من جهة الباب وإنما من جهة اليمين أو اليسار، ويسلم، فإن قيل له من ، قال اسمه، منوهًا بأن بعض الناس يستنكف أن يذكر اسمه، فعندما ذهب أحد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فطرق الباب. وواصل: فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: من بالباب ؟ ، فقال أنا ، فقال -صلى الله عليه وسلم -: أنا أنا ، كأنه كره ذلك، فإذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فلينصرف، ربما كان أهل البيت في وضع لا يسمح لهم باستقبال أحد في هذا التوقيت. وقال جمعة، إن القرآن علمنا عدم دخول بيوت الناس دون إذن، وليس الأمر في الاستئذان عند دخول البيوت فقط، وإنما يتعلق بكل ما يرقى بالذوق الإنساني. وأوضح، أن لا يحق ولا يليق ولا ينبغي لك استخدام هاتف أحد إلا بإذنه، فإذا وجد هاتف أخ وزميل أو صديق، فليس لك أن تفتح أو تستخدم، هاتفه بدون إذنه ولا أن تستخدم حاسوبه بدون إذنه وحتى إن كنت تجلس إلى جانبه على طاولة ليس لك أن تستخدم قلمه دون إذنه. وأضاف أن بعض الناس يجلس ويظن الأمر سهلًا ويمد يده بلا استئذان، فهذا ليس من الآداب في شيء وليس من الرقي الإنساني في شيء، فليس لك أن تستخدم ما يخص الغير دون إذنه، فالأمر في احترام كل خصوصيات الإنسان، وهذا يبين إلى أي مدى يرقى الإسلام بالحس الإنساني، الذي نغفل عنه ونظنه شيئًا هينًا. واستشهد بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا».