قال الكاتب والمفكر العالمي الأمريكي نعوم تشومسكي، المعروف بمناهضته للسياسات الأمريكية والصهيونية، إن "الولاياتالمتحدة التي لطالما افترضت أن لديها الحق في استخدام العنف من أجل تحقيق أهدافها، باتت حاليًا أقل قدرة على تنفيذ سياساتها الخارجية". وأوضح تشومسكي -في كتاب "أنظمة القوة" وتحديدًا بفصل "الانتفاضات" والذي تضمن أسئلة يجيب عليها المفكر الأمريكي- ونقلتها صحيفة "جارديان" البريطانية اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، أن كبريات الدول المنتجة للطاقة لا تزال تخضع بقوة للديكتاتوريات المدعومة من قبل الغرب، لذلك فإن التقدم الذي أحرزه الربيع العربي محدود لكنه ليس بالقليل. وأشار تشومسكي إلى أنه منذ 50 عامًا كانت موارد الطاقة -مصدر القلق الرئيسي لواضعي الخطط الأمريكيين- مؤممة، مضيفا أنه كانت هناك محاولات بشكل ثابت لقلب هذا الوضع لكنهم لم ينجحوا. وتابع: "غزو العراق على سبيل المثال كان واضحًا جدًا لكل شخص عدا المؤيد لفكر معين أن الأمريكيين غزوا العراق ليس حبًا في الديمقراطية بل لأنها ربما ثاني أو ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم"، مشيرًا إلى أنه ليس من المفترض قول هذا لكنها تعتبر نظرية مؤامرة. وأوضح تشومسكي أن الولاياتالمتحدة انهزمت على نحو جدي في العراق بسبب القومية العراقية، حيث استطاعت قتل المتمردين لكنها لم تستطع التعامل مع نصف مليون شخص يتظاهرون في الشوارع، مشيرًا إلى أنه شيئًا فشيئًا تمكنت العراق من فك القيود الموضوعة من قبل قوات الاحتلال. وأضاف أن العراق كانت محاولة قوية من جانب أمريكا لترسيخ النظام القديم للسيطرة.. لكن تم ردها للعودة عن ذلك، معربًا عن اعتقاده بأن السياسات الأمريكية لا تزال ثابتة منذ الحرب العالمية الثانية لكن القدرة على تنفيذها تقل نظرًا للضعف الاقتصادي. ولفت تشومسكي إلى أن الولاياتالمتحدة مع الاستقرار لكن بمعنى الانصياع للأوامر الأمريكية، ضاربًا المثل فيما يتعلق بذلك بأحد الاتهامات التي تواجهها إيران ألا وهو تهديد السياسة الخارجية بأنها تزعزع استقرار العراق وأفغانستان. وتعجب المفكر الأمريكي من لوم إيران على ذلك، قائلا " نقوم ب"إرساء الاستقرار" في دول عندما نغزوها وندمرها". وبسؤاله حول ما إذا كان سيتغير التصور الخاص بأن القادة الأمريكيين لن يساءلوا على جرائمهم في العراق وما وراءها، أشار تشومسكي إلى مبدأ يقول "إن أساس النظام العالمي هو أن الولاياتالمتحدة لها الحق في استخدام العنف حسبما تشاء"، معتبرًا أن لهذا فلا يمكن اتهام أى شخص فيهم.