ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين، أن موقف جنوب إفريقيا تجاه مالي يبرز الدور المحوري لها، حيث قام مسئولوها بإلقاء الثقل الدبلوماسي خلف الحل الفرنسي. وأضافت الصحيفة، في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني، أن هذا الموقف يسلط الضوء على الدور المحوري وغير المتوقع الذي تلعبه جنوب إفريقيا في القضايا الطارئة التي تتعرض لها القارة السمراء ويبرز أيضا علاقتها المتشابكة مع فرنسا. وأشارت إلى إعلان حكومة جنوب إفريقيا عزمها تقديم 10 ملايين دولار أمريكي إلى التحالف الذي سيعزز قوة الشرطة المالية، وذلك عقب مشاركتها في رعاية قرار الأممالمتحدة الذي أدى إلى التدخل العسكري الفرنسي في مالي لكبح جماح المتشددين. وأوضحت الصحيفة، أن الدعم الجنوب إفريقي في هذا الصدد تزامن مع استعداد القوات الإفريقية لتولي مسئولية المدن التي استولت عليها القوات الفرنسية من المتشددين، مشيرة إلى أن الائتلاف العسكري في مالي بحاجة إلى وجود جنوب إفريقيا فهي الدولة الأكثر ثراء في القارة السمراء، وتتمتع بنفوذ قوي داخل الاتحاد الإفريقي الذي تتولى رئاسته حاليا نكوسازانا دلاميني زوما وهي دبلوماسية بارزة من جنوب إفريقيا. وتناولت الصحيفة تصريح نائب وزير خارجية جنوب إفريقيا إبراهيم إبراهيم بأن بريتوريا ستواصل دعمها لجهود الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة ودول غرب إفريقيا في استعادة الأمن والسلام في مالي. ولفتت في الوقت ذاته، إلى أن تعاون جنوب إفريقيا مع فرنسا حول مالي يتناقض مع موقفها من التدخل الفرنسي في ساحل العاج عندما قرر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي نشر قوات في ساح العاج دون إخبار جنوب إفريقيا بذلك. وتعليقا على هذا، أكد إبراهيم أن بلاده تقيم موقفها وفقا لمجريات الأحداث، فالتدخل الفرنسي في مالي يهدف لإيقاف تقدم المتشددين المنتمين إلى تنظيم القاعدة مما شكل تهديدا على جيران مالي في غرب إفريقيا، وهو ما يتناقض مع ما قامت به باريس في ساحل العاج عندما تدخلت لحل نزاع سياسي داخلي. وأفادت "وول ستريت جورنال"، في ختام تقريرها، بأن قادة جنوب إفريقيا دافعوا لفترات طويلة عن سياسة خارجية تقضي بإبعاد القوى الغربية والمستعمرين السابقين عن الشئون الداخلية للقارة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق ثابو مبيكي كان بمثابة القوة المحركة للاتحاد الإفريقي، الذي تأسس في عام 2001 بهدف حل نزاعات القارة، وإرسال بعثات لحفظ السلام في الدول المتوترة.