على نحو مفاجئ، اعتذرت كاري لام رئيسة السلطة التنفيذية لهونج كونج، عما تسببت فيه من نزاعات وخصومات وتظاهرات اجتاحت البلاد بعد موافقتها على عودة مطلوبين إلى جمهورية الصين الشعبية. وقال بيان الرئاسة "أقرت رئيسة السلطة التنفيذية بأن التقصير في عمل الحكومة تسبب بكثير من النزاعات والخصومات في مجتمع هونغ كونغ وخيب آمال العديد من المواطنين وأثار قلقهم". وكانت رئيسة هونج كونج التي تخضع إداريًا للصين، قد وافقت على تسليم مطلوبين إلى الصين، وهو ما أدى إلى احتجاجات عارمة في البلاد، شارك فيها ما يقرب من 2 مليون شخص، الأمر الذي قابلته الشرطة بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. والوضع السياسي لهونج كونج معقد، فهي تعد إحدى المنطقتين الإداريَّتين الخاصَّتين التابعتين لجمهورية الصين الشعبية. إذ تقع مدينة هونغ كونغ على ساحل الصين الجنوبيّ، محصورةً ما بين بحر الصين الجنوبي ودلتا نهر اللؤلؤة، وتتميَّز بناطحاتها السحابيَّة الكثيرة ومينائها الفَسِيح. يبلغ عدد سكَّان هونغ كونغ نحو سبعة ملايين نسمة ومساحتها 1,104 كم2. وتتمتع هونج كونج بنظام استقلالي عالي جدًا عن الصين، وفق مبدأ ما يسمى " بلد واحد ونظامان"،عدا جانبي العلاقات الدبلوماسية والقوات العسكرية اللذين سيظلاَّن من مسؤوليات الحكومة الصينية المركزية. لذلك يخشى كثيرون من أن الاحتجاجات القائمة في البلاد قد تؤدي إلى إخضاع هونج كونج تحت صرامة القضاء الصيني. لكن اعتذار كاري لام لم يشفع لها، فقد صعدت المعارضة من مطالبها، فارتدى عدد منهم الملابس السوداء وطالبوا من لام بالتنحي فورًا، وهو ما زاد الطين بلة، حيث دخلت الصين على الخط الرئيسي للاحتجاجات ورفضت تنحي لام من الحكم حتى لو قبلت ذلك. ونقلت رويترز عن مسؤول حكومى كبير مقرب من كارى لام قوله :"إن بكين لن تسمح للأم بالتنحى حتى إذا أرادت ذلك"، مضيفا أن مشروع قانون التسليم المثير للانقسام الذى أرجأته مطلع الأسبوع تم سحبه فعليا.