أعلن محافظ أسوان مصطفى السيد عن بدء حصر الخسائر المادية والتلفيات بقرية أبو سمبل التابعة لمركز نصر النوبة والتي تعرضت صباح الأربعاء لسيول من المياه التي تدفقت جراء انهيار جزئي لأحد الجسور بترعة وادي النقرة بمركز نصر النوبة وذلك من قبل اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة سكرتير عام المحافظة ، مؤكداً أن عمليات الحصر ستشمل كافة المنازل المنهارة كلياً أو جزئياً أو بالنسبة المنقولات والأجهزة المنزلية، وذلك لصرف التعويضات المناسبة لكل حالة .. وأضاف المحافظ بأنه تم شفط المياه داخل القرية بواسطة سيارات ومعدات الشفط والتي شارك فيها 40 سيارة شفط، علاوة على معدات الحماية المدنية ، موضحاً أن سرعة تحرك الأجهزة الحكومية ومعاونة شركات المقاولات قد أسهم في احتواء الموقف بشكل كبير وخاصة مع إعادة الجسر مرة أخرى ووقف تدفق المياه للقرية .. ونفي مصطفي السيد وجود أي حالات وفيات أو ضحايا أو أسر محاصرة جراء غرق منازل القرية ، مؤكداً علي أنه سيتم إصلاح وترميم جميع المساكن المنكوبة علي نفقة المحافظة ، بالإضافة إلي صرف التعويضات اللازمة عن المنقولات والأجهزة المنزلية .. ونفي المحافظ أيضاً ما تردد بشأن تقاعس أي أجهزة في الإنقاذ حيث شاركت جميعها ، بالإضافة إلي معدات شركات المقاولات في وقف تدفق المياه إلي القرية ، موضحاً بأن ذلك لا يتعارض مع قرار إحالة انهيار الجسر وتوقف العمل في محطة الري رقم ( 4 ) إلي النيابة العامة لتحديد المتسبب ومحاسبته . وتبدأ الحكاية عندما فوجئ أهالي قرية أبو سمبل التي تبعد عن شمال مدينة أسوان بنحو 50 كم بشلالات من المياه تتدفق عليهم فجر الأربعاء مما أضطرهم لترك مساكنهم والهروب بعيداً ظناً منهم أنه سيل ، وحاول الشباب إيقاف المياه المندفعة من ترعة مشروع وادي النقرة التي تبدأ من بلانة غرباً وحتى نهاية المشروع شرقاً ، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ، وفي غضون ذلك وحسب تصريحات سيد إسماعيل رئيس مركز ومدينة نصر النوبة أنه توجهت بعض معدات النقل الثقيل التابعة للهيئات الحكومية لمواجهة المياه ، بالإضافة إلي قوات الحماية المدنية التي شاركت من مدن المحافظة المختلفة . ومن جانبه أشار العمدة حسين دهب عمدة القرية بأن جميع الأجهزة قامت بجهد خارق لإيقاف المياه وإصلاح الجسر المنهار ، لافتاً إلي أن الحصر المبدئي للمساكن المنهارة والحظائر بلغ 54 مسكناً حتى الآن مبنية معظمها من الطوب اللبن ، بجانب انهيار سور المدرسة الإعدادية . ويوافقه في ذلك خليل الجبالي أحد القيادات الطبيعية بمركز نصر النوبة والذي أشار إلي أنه علي الرغم للخطأ الفادح الذي قام به العاملين بمحطة رقم ( 4 ) بعدم تشغيل التيار الكهربائي الخاص بالمحطة في موعده والذي أدي لتوقف المحطة عن ضخ المياه وحدوث عطل بها والذي أدي بدوره إلي حدوث زيادة في منسوب ترعة النقرة مع استمرارية عمل محطتي ( 2 و 3 ) وهو ما أدي إلي ارتجاع المياه و هو الذي تسبب في حدوث ضغط هائل علي الجسر المجاور للترعة مما أدي لانهيار جزئي بطول 300 متر ، إلا أننا لمسنا مدي اهتمام التنفيذيين وعلي رأسهم محافظ أسوان باحتواء الأزمة من خلال إرسال المعدات الثقيلة وسيارات الكسح والشفط ، كما علمنا أن المحافظ أجي اتصال بمحافظي الأقصر وقنا حيث تم الاستعانة ب 20 سيارة كسح وشفط ، وساهم ذلك في السيطرة علي الموقف وعدم تدفق المياه لباقي المنازل بقرية أبو سمبل ، مشيراً إلي أننا نتقدم أيضاً بالشكر الوفير للسيد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي اهتمامه بأهالي القرية ومتابعته مع محافظ أسوان الموقف لحظة بلحظة وإرساله طائرة حربية إلى أسوان محملة ب 5 أطنان من المساعدات والمواد الغذائية والتموينية و2000 بطانية حيث سيتم توزيعها علي المتضررين من غرق منازلهم . ومن ناحية أخري اتهم بعض الأهالي بالقرية تأخر الأجهزة التنفيذية المنوط بها إنقاذهم بالتأخير في الوصول إلي موقع الانهيار مما أدي إلي تفاقم الوضع ، وقال محمد حسنين أحد شباب القرية أن الانهيار وتدفق المياه بدأ في الرابعة فجرأ ، وكان من المفروض أن تقوم محطة ري بإبلاغ أول محطة بوقف تصريف المياه ، طالما أن الكهرباء قطعت عنها ، ولكن ما حدث أن ظلت المياه تتدفق علي المساكن الواقعة في منسوب منخفض مما أدي إلي غرقها .. وهذا ما نفاه محافظ أسوان والذي أكد علي تواجد الأجهزة التنفيذية فور وقوع الأزمة وهو الذي ساهم بدوره في حلها والسيطرة علي الموقف بالكامل .. مشيراً بأنه فور إبلاغه بالحادث فجر الأربعاء كان متابعاً لحظة بلحظة بالدفع بأجهزة الإنقاذ ، كما توجه إلي هناك للوقوف علي الحالة العامة للقرية . فيما أوضح محمود حمزة من المتضررين والذين حدث انهيار لمنزله بعد غرقه في الأحداث التي شهدتها قرية أبو سمبل إلي انه سمع في الفجر بعض الأصوات والصراخ من قبل الجيران ، وعلي الفور خرج خارج المنزل حيث وجد شلالات من المياه تتدفق نحو المنطقة المقيم فيها والواقعة في مقابل الجسر المنهار ، وعلي الفور قام بأخذ أفراد أسرته الأربعة وتوجه بعيداً عن سير المياه ، وقد تعرض منزله للغرق ، وأكد أنه لابد من محاسبة المقصرين بأقصى درجات الردع في هذه الكارثة التي حلت علي بعض الأهالي بعد انهيار منازلهم ، وقد تؤدي بهم للتشرد .. مؤكداً انه والحمد الله إننا في نصر النوبة الجميع يشيل بعضه وهذا ما حدث بالفعل حيث قام الشباب والكبار والجميع بالمشاركة في نقل أي منقولات تبقت إلي منازلهم التي لم تصيبها أو تتأثر بالمياه المنهمرة علي القرية ، وتم بفضل الله تحقيق الاستقرار الأولي لأسرتي ، وكذا لباقي الأسر المتضررة من قبل أبناء عمومتهم أو جيرانهم بالقرية بينما أوضح ناصر عبد الستار والمتضرر أيضاً من غمور منزله بالمياه وانهيار أجزاء كثيرة منه إلي أن ما حدث يعد قضاء وقدر ، ولكن في نفس الوقت يوجد هناك من تسبب في ذلك ولابد من محاسبته وعدم تركه طليقاً بعدما تسبب في تشرد العشرات من الأسر ، في توقيت صعب جداً حيث الشتاء والبرد الذي يهيمن علي مختلف القري ، بجانب أن أبنائنا يدخلون خلال هذه الأيام فترة امتحانات نصف العام الدراسي وجميع الكتب والمرجع وخلافه غرق في المياه ، بجانب أن ما تعرضوا له من صدمة في الفجر أثر بالسلب بكل تأكيد عليهم ، ونتمني في أسرع وقت أن تحل الأزمة ويتم توفير سكن لنا بديل حتى يعود الاستقرار لأسرنا ، مؤكداً إلي أن الغالبية من المتضررين رفضوا أن يقيموا في خيام وذلك لأن الغالبية من أهالي القرية ينعمون بالود والحب والتكاتف في وقت المحن والشدائد وهذا ما تم بالفعل فالجميع وقف بجانبنا دون أن نطلب منه لأن هذه هي طبيعة أبناء أسوان بصفة عامة والنوبة بصفة خاصة ، فالجميع يحمل بعضه الأخر في الأفراح والأحزان .. وطالب من محافظ أسوان بضرورة أن يتم وضع حلول بالنسبة لامتحانات أبنائنا في النصف الدراسي الأول .