القوات المسلحة أثناء توزيعها المساعدات على الأهالى فى القرية كان كل شئ هادئ الأربعاء الماضي في قرية أبو سمبل بمركز نصر النوبة كعادة كل مناطق محافظة أسوان..المزارعون عادوا من حقولهم وتناولوا طعامهم وظلوا يتسامرون ويتبادلون الأراء حول المستقبل والانتخابات .. وبعد قليل ذهب كل منهم لبيته ..وهكذا أيضاً كان حال العمال الفنيين المسئولين عن المناوبات في محطة الري رقم (4) الواقعة علي مجري ترعة النقرة التي تخترق نصر النوبة تاركين مفتاح الفصل الكهربائي دون تشغيل وهو الذي تسبب في ارتجاع مياه الري خاصة في ظل تدفق المياه من المحطتين رقم (2، 3) مما أدي إلي حدوث ارتفاع في منسوب الترعة وبالتالي ضغط علي الجسر الرئيسي أمام قرية أبو سمبل التي تبعد عن شمال مدينة أسوان بنحو 50 كم فوجئ أهالي القرية بشلالات من المياه تتدفق عليهم فجرأول أمس مما أضطرهم لترك مساكنهم والهروب بعيداً ظناً منهم أنه سيل ، وحاول الشباب إيقاف المياه المندفعة من ترعة مشروع وادي النقرة التي تبدأ من منطقة "بلانة" غرباً وحتي نهاية المشروع شرقاً ، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ، وذلك نتيجة حدوث ضغط هائل علي الجسر المجاور للترعة مما أدي لانهيار جزئي بطول 300 متر .. المهندس محمد مصطفي السكرتير العام للمحافظة أكد أن تحرك أجهزة محافظة أسوان في التوقيت المناسب لاحتواء الموقف كان له أثر كبير في الحد من الآثار السلبية للمشكلة، وقال إن محافظ أسوان مصطفي السيد بمجرد إخطاره توجهت كافة أجهزة المحافظة وهو علي رأسها للقرية المنكوبة بنصر النوبة ليدير الأزمة من موقع الحدث للاشراف علي مواجهة أزمة انهيار الجسر والطريق الرئيسي وسط قيام أجهزة المحليات والري والحماية المدنية بدورها وإجراءاتها حيث نجحت في ترميم الجسر ووقف اندفاع مياه الترعة الرئيسية.. فيما قرر المحافظ اصلاح وترميم البيوت علي نفقة المحافظة بقرية ابوسمبل بنصر النوبة والتي تأثرت من انهيار جزئي للجسر و الطريق المجاور له أمام القرية بسبب زيادة منسوب مياه الترعة الرئيسية وهو الذي أدي الي غرق بعض المنازل ومعظمها مبني من الطوب اللبن و الطين بجانب الإسراع ببناء سور مدرسة ابو سمبل الاعدادية الذي انهار نتيجة وقوعها في مواجهة الترعة علاوة علي ارتفاع منسوب المياه داخل بعض شوارع القرية الي أكثر من متر .. كما قرر المحافظ إحالة الموضوع إلي النيابة العامة للتحقيق للوقوف علي أسبابه ومحاسبة أي مسئول أو موظف تثبت التحقيقات تقصيره ، و تشكيل لجنة لمتابعة وحصر كافة التلفيات والخسائر المادية .. حصر الخسائر وأشار سيد اسماعيل رئيس مركز ومدينة نصر النوبة إلي عدم وجود أي حالات وفيات أو إصابات بقرية أبو سمبل بمركز نصر النوبة نتيجة الانهيار الجزئي في الجسر والطريق المجاور لترعة النقرة الرئيسية ، مؤكداً أنه يتم حالياً حصر الخسائر المادية سواء بالنسبة للانهيارات الجزئية والكلية والتصدعات في المنازل أو بالنسبة للمنقولات والأجهزة المنزلية وذلك لصرف التعويضات العينية المناسبة لكل حالة ، علاوة علي سرعة بناء سور مدرسة أبو سمبل الإعدادية ،.. وقال سيد إسماعيل إن قرية أبو سمبل هي التي تضررت فقط من انهيار ترعة النقرة ، ولم تمتد لأي قرية مجاورة بفضل جهود أجهزة المحافظة في احتواء الموقف وحصار المياه والإسراع بشفطها قبل أن تمتد إلي القري المجاورة ، علاوة علي إعادة ترميم الجسر في وقت قياسي . أما اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان فقد اكد علي تلاحم الجميع لمواجهة الحدث وقال : تلقيت اتصالاً فور وقوع الحدث من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة للإطمئنان علي أبناء قرية أبو سمبل بمركز نصر النوبة ومتابعة جهود احتواء الموقف ، وقرر المشير طنطاوي إرسال طائرة حربية لتقديم الدعم لأهالي القرية بعدد 2000 بطانية ، بجانب 10 أطنان من المواد الغذائية والتموينية ، بالإضافة إلي اعداد كبيرة من معدات وماكينات الشفط وكسح المياه وأضاف المحافظ أنه تم شفط المياه داخل القرية بواسطة سيارات ومعدات الشفط والتي شاركت فيها 40 سيارة شفط وكسح منها 20 سيارة جاءت دعماً من محافظتي الأقصر وقنا، علاوة علي معدات الحماية المدنية ، وأوضح المحافظ أن عمليات شفط المياه مازالت جارية حيث تم الشفط من 75 منزلا من ضمن 1300 منزل بالقرية لم تتأثر بانهيار جسر ترعة النقرة ، في حين أن هناك 13 منزلا أصبح معرضاً للانهيار الجزئي أو الكلي وهي التي تم إخلاؤها من المقيمين فيها حيث تم توزيع 5 خيام مجهزة للإقامة فيها أمام منازلهم ، في حين فضل الآخرون الإقامة في منازل ذويهم وأقاربهم .. موضحاً بأنه تم شفط المياه من داخل الكتلة السكنية للقرية والمباني الخدمية ، في حين يجري شفط المياه من مصرف أبو سمبل المجاور لترعة النقرة .. وأضاف المحافظ أن هناك فرقا فنية من قطاع الكهرباء تقوم بمراجعة كافة الوصلات الكهربائية الفرعية والرئيسية تمهيداً لإعادة إطلاق التيار الكهربائي مرة أخري ، لافتاً إلي أنه في نفس الوقت توجد هناك 3 عيادات طبية متنقلة تقوم بإجراء الكشف الطبي علي أهالي القرية للاطمئنان علي عدم وجود أي أمراض معدية ، بالإضافة إلي قيام حملة من إدارة الطب الوقائي لرش المبيدات والمطهرات اللازمة لمواجهة الحشرات الضارة وانتشار العدوي.