بين ليلة وضحاها وشمس مشرقة غابت أشعتها فى الأفق المظلمة، وجد شعب العراق نفسه فى حرب من نوع آخر كادت أن تلتهم الأخضر واليابس والبشر بعدما تمركز داعش على أراضيه واخترقت مدنه وأزقته. عم الهدوء بالشوارع التى كانت تكتظ بالبشر والباعة والأضواء لتنطلق العاصفة بعد هدوء مميت وخوف وارتعاد يسكن قلوب الأطفال لكل خطوة يخطوها الداعشيون فى محيط المدينة لتطرق آذانهم فى حذر. فيلم مريم قصة واقعية توثق جانب من جرائم داعش على أرض الموصل التى شهدت حربا دامت أربع سنوات، وصناعة حقيقية تكشف الجانب الإنسانى لفريق الإعلام الحربي العراقى الذى تخلى عن اللقطة والسبق الصحفى ونسي مهنته وأمتزجت مهنيته بإنسانيته ليتحول من فريق إعلام إلى منقذ لأسرة كاملة طرحت أرضا تحت ركام البيت الذى فجره داعش. فكرة الفيلم.. كيف جاءت لكم مرتضى الموسوى.. منتج ومخرج فيلم مريم أحد فريق الإعلام الحربي العراقى يتحدث لصدى البلد عن كواليس الفيلم الواقعى الذى جسد مشهدا بطوليا لخص معانى البطولة والوفاء والوطنية. يقول الموسوى، أن فكرة الفيلم لم يكن مجهز لها من قبل بل تم تصويره بشكل غير متعمد خلال توثيقهم للقطات الأحداث الدامية التى شهدتها العراق كأحد فريق عمل الإعلام الحربي العراقى، فعندما سمع بنبأ سقوط منزل على ما بداخله وكان يحوى أسرة مكونة من خمس أفراد جراء تفجيرات شنها داعش عليهم أودت بسقوط البيت وتحوله لركام على أصحابه لم يتوانى مرتضى وأصدقائه الذى رافقوه لحظات ليس لتوثيق لحظة من مشاهد تمر أمام عينيه ليلا نهارا بل لإنقاذ أرواح لا ذنب لها. تابع: المشهد كان مأساويا بامتياز ..فتاة تصرخ بوسط الطريق تطلب العون والمساعدة "الحقونا أهلى تحت الحطام " والشوارع تخلو من البشر خوفا من داعش، فلم نجد نفسنا إلا أننا نحفر بأيدينا فى الحطام لنخرج بالجثث لتفاجئنا صرخة "مريم" أول صوت سمعناه كانت بمثابة أمل بأن هناك أشخاص مازالوا على قيد الحياة. كل هذا والكاميرا العالقة بالخوذة التى نرتديها توثق اللحظات الواقعية غير المخطط لها أن تخرج بفيلم يجول فى محافل دولية عديدة ويحصل على المركز الأول بمهرجان فى أمريكا. أضاف: رافقنا الشرطة الاتحادية العراقية فى أعمال البحث عن الأشخاص الصامتة تحت الركام بعد سجال حدث بيننا وبينهم خوفا منهم أن تلحقنا أضرار تودى بحياتنا نظرا لعدم تأمين المكان وضبط إحداثياته تجاه أى هجوم محتمل من داعش، وعلى جانب آخر ظنا منهم أن تكون الفتاة المستغيثة من فتيات داعش والتى تقوم بمحاولة لاستدراجهم للخلاص منهم. تابع : قمنا برفع الركام رويدا رويدا إلى أن ظهر أبو مصعب وهو والد مريم ونوال وبراء وعثرنا على والدتهما ووجدناها فى حالة صعبة للغاية متهشمة العظام ورغم حالتها الصعبة للغاية الإ أنها كانت تطمئنا على حالها بصوت خافت يبدو غير واضحا تماما راجية منا إنقاذ أبنائها الأربعة، الإ أن الطامة الكبري كانت بخسارة أحد ابناءها فلم يكتمل عقدهم الذى افرطه داعش بوفاة الأبن مصعب الولد الوحيد الذى ترك جرحا غائرا حتى الأن لم يندمل بحسب حديث الأم فى الفيلم فقد لفظ انفاسه قبل رحلة البحث المريرة والشاقة والتى كانت تتطلب أوناش لرفع أحجار ثقيلة حملتها أبدانهم الضعيفة لساعات . وللحكاية بقية طويلة ...........