قال د. راي جونسون رئيس البعثة الأمريكيةبالأقصر التابعة لجامعة شيكاغو، ومدير مكتبة شيكاغو هاوس بالأقصر إن النقوش الموجودة في نهاية الفناء المفتوح الأول بمعبد الأقصر والتي تمثل واجهة المعبد المكونة من الصرح والمسلتين وسوارى الأعلام والتماثيل، تم نحتها قبل وضع التماثيل في أماكنها، وتعكس التخطيط الأصلي الذي لم يكتمل كليةً أبدًا. وأضاف "جونسون" في بيان صادر عن وزارة الآثار اليوم الاثنين: "يبدو من التخطيط الأصلي للصرح أن التماثيل الضخمة المنحوتة من الجرانوديوريت للملك رمسيس الثاني تصوره، إما في الوضع جالسًا أو واقفًا في الوضع سائرًا، ولكن لسبب ما فقد تم تغيير هذه الخطة، ربما لإتمام العمل في المهلة الزمنية التي طلبها رمسيس الثاني للمهمة، فتم جلب تمثالين سابقين من الجرانيت الأحمر وتم نقش اسم الملك رمسيس الثاني عليهما، أحدهما على أقصى الجانب الأيمن والآخر على أقصى الجانب الأيسر. كان عدد من محبي الآثار والمتخصصين شككوا خلال الأيام الماضية في صحة وجود تمثال الملك رمسيس الثاني أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر بهيئة أوزيرية تخالف التماثيل الأخرى الواقفة التي تقدم الساق اليسرى، وجاء التشكيك استنادًا إلى المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، والذي يوضح وجود 6 تماثيل، اثنان منهم في هيئة الجلوس، وأربعة في هيئة الوقوف ذات قدم يسرى متقدمة. وتابع جونسون قائلا: "كان التمثال الضخم على أقصى الجانب الغربي (الواقف حاليًا ومنذ سنوات طويلة)، في الأصل للملك أمنحتب الثالث، وهو مختلف أيضًا، لأن على رأسه التاج الأبيض، وليس التاج المزدوج، وهو أيضًا منحوت من الجرانيت الأحمر، أما التمثال الضخم على أقصى الجانب الشرقي المنحوت من الجرانيت الأحمر – والذي تم إعادة إقامته منذ بضعة أيام بدعم مادي من مؤسسة "شيكاغو هاوس Chicago House" والسفارة الأمريكية – فهو عبارة عن تمثال ضخم من أواخر الأسرة الثامنة عشرة، ربما لحور محب (وتم إعادة نحت الوجه)". وأشار إلى أن الأجزاء الباقية من التمثال تدل على أنه كان في الهيئة الأوزيرية، وتعد القاعدة الأصلية للتمثال والموجودة بمكانها الأصلي صغيرة الحجم جدًا لتسع تمثالًا في الوضع سائرًا، والذي يؤكد أن التمثال كان في الوضع واقفًا وليس في الوضع سائرًا، لذا فإن إعادة البناء والوضع الأصلي للتمثال صحيحان 100%. وأضاف أنه عندما شرع رمسيس الثاني بإقامة تماثيله في المعبد، ترك اسم الملك أمنحتب الثالث دون أي تغيير؛ لأنه أراد أن يقترن بالملك العظيم الذي أقام ثلاثة أرباع المعبد. ولاحقًا، وقبل الاحتفال باليوبيل الأول للملك رمسيس الثاني، قام بتغيير فكره وأقدم على محو اسم الملك أمنحتب الثالث ونقش التماثيل باسمه بالصيغة الأحدث (Ra-ms-sw) سالبًا هويتها الأصلية. وأوضح "جونسون" أن كل التماثيل الخاصة بالملك رمسيس الثاني بالفناء الأول تحمل الصيغة الأقدم لاسمه؛ أما التماثيل التي استولى عليها من الملك أمنحتب الثالث فتحمل الصيغة الأحدث من اسم رمسيس الثاني، وهذا يدل على أنه لم يستول على تماثيل الملك أمنحتب الثالث إلا بعد سنوات طويلة من وضعها بالفناء. وهو ما يعتبر مجرد تغيير للخطة الأصلية. وأضاف: "يمكننا القول بأن التمثالين الخارجيين المصنوعين من الجرانيت الأحمر على أقصى الجانبين الشرقي والغربي للصرح كانا ضمن خطة معدلة لواجهة الصرح، وأن أعمال إعادة البناء التي تمت بمعرفة الوزارة صحيحة، وكل فريق العمل المصري قد قام بعمل رائع، وأعاد واجهة معبد الأقصر للحياة المجيدة. وكانت كل المعابد المصرية من عصر الدولة الحديثة مزينة بنفس الأسلوب". وأوضح أن معبد الأقصر يعتبر هو الوحيد في مصر الذي يضم ست تماثيل ضخمة أصلية في مواقعها الأصلية، موجها التهنئة للمجلس الأعلى للآثار ووزارة الآثار، ولمصر على ما قام به أبناء الوزارة من عمل رائع. وختم تصريحه قائلا: "لتعلمون بأننا والسفارة الأمريكية بالقاهرة سعداء لتقديمنا الدعم المادي لهذا المشروع، وأنه لمن دواعي فخركم أن يكون فريق العمل كله من المصريين، وكذلك فإننا نتقدم بالشكر لكل فريق العمل المصري الذي كُلف بالإشراف على المشروع من قِبل الوزارة، وتُعد الوزارة محظوظة جدًا جدًا لوجودهم بها".