من رحم المعاناة يولد الأمل ومن قلب المأساة يولد الفرح.. ساعات الألم والمعاناة الطويلة حينما تنتهى بثمار فإنها قادرة على محو سنوات من الكفاح والتعب، هكذا فعلت الأم المثالية أمل جرجس بنت الأقصر التى ضحت بشبابها بعد وفاة زوجها منذ 15 عاما وتولت رعاية أبنائها الثلاثة على أكمل وجه دون تقصير. أمل جرجس ..الأم المثالية بدأت حياة أمل الأم لثلاثة أولاد تأخذ مسارا جديدا بعد وفاة زوجها بعد صراع مع المرض نتيجة ورم بالمخ تاركًا لها الأبناء حيث كان يعمل بالإرشاد السياحى ، وكان الأبناء فى المراحل الأولى من تعليمهم حيث كانت الابنة الأولى بالصف الثانى الاعدادى ، و وطفلين توأم في الصف الثاني الابتدائي وترك معاش قيمته 140 جنيها ، ومكافأة بسيطة من نقابة المرشدين السياحيين. ولضيق العيش وكثرة المسئوليات لم تضع أمل يدها على خدها بل فكرت فى البحث عن عمل يساعدها فى الإنفاق على بيتها وتلبية احتياجات ابنائها ، وساعدها الأصدقاء في العمل بإحدى مدارس اللغات الخاصة حيث تعمل موظفة إدارية بمدرسة اللغات الخاصة بمرتب 150 ج ، وعدم كفاية الراتب والمعاش عملت الأم على زيادة دخلها من خلال تعلمها أشغال ( الخزف واللولى ) فكانت تشترى الخامات وتقوم بعمل الإكسسوارات وبيعها وقامت ببيع قطعة ارض زراعية للمساعدة في المصاريف كذلك عملت مشروع صغير لبيع المفروشات عن طريق الانترنت وكان بالنسبة لها مربحًا. ورغم ظروف معيشتها الصعبة وفقت فى تربية أبنائها الثلاثة دون اى تهاون من جانبها، عكفت على رعايتهم وتعليمهم واستكمال دراستهم فحصلت الابنة الأولى على ليسانس الألسن وتزوجت ، والابن الثاني بكالوريوس تجارة والثالث حاليا في نهائي هندسة . لم تيأس أمل الأم المثالية من تحمل المسؤولية التى تحملها على كاهلها وحدها ومازالت مستمرة في رحلة عطائها وكفاحها مع أبنائها.