عشرات الورود والرسائل وُضِعت أمام المساجد في نيوزيلاندا وعدد من دول العالم، عقب الهجوم الإرهابي الذي تعرض إليه مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصًا وإصابة 48 آخرين، وخرج المئات من المواطنين يبعثون رسالة طمأنة للمسلمين المقيمين في دولهم، منددين بهذا العمل المشين. ففي نيوزيلندا وفور سماع النبأ، خرجت الشقيقتان جيني ساوث وروث سيرز، لوضع الزهور أمام مسجد جمعية ساذرلاند الكائن بمدينة إنفركارجل، والذي كانت تحيطه 4 سيارات شرطة لتأمينه. وعلقت "سيرز"، وهي تنهمر في البكاء، إن فكرة إطلاق مسلحين النار على أشخاص كانوا يصلون تعد رهيبة وفظيعة. وشهدت بريطانيا نفس الأمر، فقدم أندرو جرايستون للجالية المسلمة، بادرة تضامن من القلب بعد الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا، فذهب مسرعا سماع الخبر، وحمل لافتة أمام مسجد بمانشستر كتب عليها "أنتم أصدقائي.. سأحميكم أثناء الصلاة". وقال الرجل البالغ من العمر 57 عاما، "استيقظت هذا الصباح على هذه الأخبار المزعجة وفكرت كيف سيكون شعوري إذا كنت مسلمًا بريطانيًا واتوجه إلى صلاة الجمعة اليوم، وكيف يمكن أن اتعرض لهجوم.. وهنا يمكننا الرد على هذه الأشياء بالخوف والصداقة.. لذلك قررت أن أذهب للمسجد الموجود في بلدتي وأوضح للناس صداقتي". وأضاف: "حصلت على ترحيب حار وأحسست بالدفء معهم.. في أول الأمر اعتقدوا أنني محتج.. ولكن بمجرد أن رأوا اللافتة وابتسامتي أدركوا أنني جئت كصديقهم". وفي برمنجهام، وزع رجلان متطوعان عن كنيسة ريفرسايد، الزهور للمصلين أثناء مغادرتهم مسجد برمنجهام المركزي، للتضامن مع ضحايا الهجوم الإرهابي بنيوزيلندا. فقال جيمس لينش "لقد دُمرنا هذا الصباح عقب سماع تلك الأخبار مثل الكثير، وفكرنا أنه من الضروري أن نقوم بلفتة إلى أصدقائنا هنا في المسجد، فأردنا فقط أن نجعل كل الناس هنا يعلمون بأننا نحبهم، ونأسف لما حدث". وأشار "لينش": "إنها مجرد لفتة من الصداقة والقبول.. فهي مجرد زهرة ولكن نأمل أن تعني لهم أكثر من ذلك". وأشاد ديفيد بينيت عضو مجلس النواب النيوزيلندي، بهذا التضامن، وكتب منشورًا عبر صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك"، قال فيه: "لكن هذه هي نيوزيلندا الحقيقية.. الكثير من الدعم والتعاطف.. شكرا لجميع الذين زاروا المسجد الليلة.. كان التعبير عن الحزن والإنسانية بالضبط هو المطلوب لإظهار هويتنا الحقيقية والسلام لجميع الناس.. وهذا يساعد في بدء طريق الشفاء التي يحتاج إليه مجتمعاتنا".