قالت دار الإفتاء المصرية، إن ذكر الله تعالى من العبادات العظيمة، التي من داوم عليها يدخل الجنة وهو يضحك. واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها على «فيسبوك» بما روي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: «إِنَّ الَّذِينَ أَلْسِنَتُهُمْ رَطْبَةٌ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَدْخُلُ أَحَدُهُمُ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَضْحَكُ» فذكر الله تعالى من أنواع العبادة التي ركَّز الإسلام عليها ونبَّه إلى أهميَّتها، فهو عبادة سهلة يسيرة، ليس فيها دفعُ مالٍ، ولا تتطلَّب مخاطرة ولا إقدامًا، ولا تَستلزم فراغًا، ولا تَستهلك جهدًا، فهو عبادة شأنها عظيم، وأثرها كبير في رفْع الدرجات ومَحو الخطيئات، عبادة يُطيقها الصغير والكبير من الرجال والنساء، عبادة تؤدَّى في كلِّ وقتٍ ومكان، إنها قد قارَبت في فضْلها فضْلَ الجهاد في سبيل الله. وعن هذه العبادة يُحدِّثنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال لصحابته: «لا أُخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مَليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومَن أن تَلقوا عدوَّكم، فتَضربوا أعناقهم، ويَضربوا أعناقكم؟»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذِكر الله - عزَّ وجلَّ»؛ أخرَجه أحمد، وهو حديث صحيح. وجاء رجلٌ يشكو إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثرة شرائع الإسلام عليه، ويَطلب منه إرشاده إلى ما يَتمسَّك به؛ ليصلَ به إلى الجنَّة، فبماذا أجابَه الحبيب - صلى الله عليه وسلم؟ عن عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله، إنَّ أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلِّها؛ فأخبرني بما شِئت أتشبَّث به ولا تُكثر عليّ فأنسى، وفي رواية: إنَّ شرائع الإسلام قد كَثُرت عليَّ، وأنا قد كَبِرت؛ فأخبِرْني بشيء أتشبَّث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذِكر الله تعالى»؛ أخرَجه الترمذي.