الخصوصية التي تتميز بها الواحات البحرية تبدو واضحة في تراثها الفني والثقافي خاصة الموسيقي والغناء الذي عادة ما يبرع فيه كل أبناء الواحات ويحظي بالتقدير والتشجيع والإعجاب من كل مستمعيه ومشاهديه خاصة أنه فن تلقائي, كما أن زى المرأة الواحاتية والعادات والتقاليد هناك وطراز المباني القديمة من أهم وأبرز متضمنات التراث. ترتدي النساء هناك عباءة عادة ما تكون مطرزة بخيوط ملونة بالأحمر والأخضر والأصفر وهذه التطريزات يطلق عليها أسماء عديدة منها "مطور" بتشديد الواو و"دحريج"و"العريجة"و"التشكيكة",إلا أن هذا الزي بات مقصورا في إرتدائه علي النساء العجائز وأصبح مصدر دخل للكثيرين حيث يتم تصنيعه وبيعه للأجانب من زوار الواحات خاصة أنهم يثبلون غلي شرائه, كما أن نساء الواحات يرتدون في الأنف ما يشبه القرط من الذهب ويسمونه "قطره" وفي الأيدي يرتدين طوقا من الفضة يسمي "دملج" وفي القدم خلخال من الفضة يسمونه "حجل" .
ولابد لك إذا زرت الواحات البحرية أن تستمتع فيها بالغناء والموسيقي التي يقدمها فنانوها وأبرز الآلات الموسيقية التي يستخدمونها هي "الأرغول"و"الستاوية" و"المجرونة -الطبلة" والدف -السمسمية" كذلك فرقة الواحات البحرية التي تتبع بيت ثقافة الباويطى وبدأت نشاطها عام 2001 م بصورة رسمية بعد أن حصلت علي اعتمادها وزارة الثقافة كإحدي الفرق التابعة لهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويبلغ عدد أعضاء الفرقة عشرين عضواً ما بين مطربين وكورس وعازفين وتعتمد فى نشاطها على تراث الواحات الخاص والمميز ويعتبر الموضوع الرئيسي للفرقة هو " العرس الواحى " بداية من الطهور مروراً بالخطوبة ثم الزفاف,وتعتمد فى تقديم عروضها على مجهود الذاتى خاصة فيما يتعلق بتوفير بالزى الموحد حتى تظهر بشكل لائق يتناسب مع ما تقدمه من عروض فنية تنال الإعجاب.
إذا كانت الواحات البحرية تقع في الصحراء الغربية ويري البعض أن ذلك عيبا لبعدها عن العمران والمدنية, فإن ذلك العيب يتحول إلي ميزة كبيرة وتدر دخلا للكثير من أبنائها عندما نتحدث عن سياحة السفاري التي تعد الواحات البحرية من أجمل وأروع الأماكن التي تتيح لك ممارستها مع ما يتوافر فيها من أجواء طبيعية بكر في قلب الصحراء لتحصل علي قدر كبير من الهدوء والراحة النفسية والعقلية وراحة للعين والبصر.
ويعمل الكثير من شباب الواحات بها وربما يكون أشهرهم "أحمد عبودة"ا لذي يشبه كثيرا الفنان"أحمد السقا" خاصة في طريقة الكلام والملابس التي يرتديها حيث قام بنفس الدور في فيلم "شورت وفانلة وكاب", وتستمع منه لحكايات كثيرة عن الأجانب والسائحين الذين رافقهم في رحلات سفاري داخل صحراء الواحات.