استهل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، زيارته إلى مصر، بزيارة المعابد الأثرية والحضارية داخل الدولة، حيث أجرى جولة تفقدية لمعبد أبو سمبل بمحافظة أسوان؛ وذلك قبل التوجه إلى قصر الاتحادية، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته، الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وقرينته، بقصر الاتحادية، أمس الاثنين، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين، واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء قمة ثنائي، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وحضر الرئيسان عشاء عمل مع رجال الأعمال؛ لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك. واصطحب الرئيس السيسي، نظيره الفرنسي، في جولة تفقدية، إلى العاصمة الإدارية الجديدة، والتي نالت إعجابه والوفد المرافق له. وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا- عقب انتهاء المباحثات الثانوية بينهما بمقر الاتحادية-؛ لتبادل وجهات النظر بين البلدين، كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تم توقيع 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات، وتم توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس شراكة إستراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة مليار يورو. وتفقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والسيدة قرينته والوفد المرافق لهما الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية يرافقه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم الثلاثاء. واستمع الرئيس الفرنسي - عقب استقبال البابا تواضروس الثانى له بالمقر البابوى - لشرح مفصل من البابا تواضروس لتاريخ إنشاء الكاتدرائية والتى احتفلت العام الماضي بمرور 50 عاما على تأسيسها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والبابا كيرلس السادس البطريرك ال116 من تاريخ بابوات الإسكندرية. وشرح البابا تواضروس الثانى التجديدات التى حدثت بالكاتدرائية قبل أن يتم تدشينها في نوفمبر الماضى، وقدم أيضا وصفا للايقونات القبطية الموجودة في صحن الكنيسة، كما حرص الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون على زيارة الكنيسة البطرسية، الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وقام بوضع باقة من الزهور أمام اللوحة التذكارية لشهداء الكنيسة. ودخل الرئيس الفرنسي إلى صحن الكنيسة التى شهدت واقعة التفجيرات وشاهد أعمال التجديدات التى شهدتها الكنيسة عقب التفجيرات، وتلا الرئيس الفرنسي صلاة قصيرة أمام اللوحة التذكارية، وبعدها غادر مقر الكاتدرائية وكان في وداعه قداسة البابا تواضروس الثانى. وزار ماكرون مقر الأزهر الشريف، حيث استقبله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الثلاثاء، والوفد المرافق له خلال زيارته للقاهرة. ورحب فضيلة الإمام الأكبر بالرئيس ماكرون وحرمه والوفد المرافق له، مؤكدًا أن زيارته تمثل أهمية خاصة نظرًا للعلاقات الثقافية والتاريخية التي تربط بين الأزهر وفرنسا، والتي تتمثل في المبتعثين الأزهريين إلى فرنسا الذين أصبحوا رموزًا للفكر والثقافة في مصر، وما زالت هذه المدرسة هي الأكثر تأثيرًا في الأزهر، ولذلك فإننا حريصون على استمرار هذه العلاقات وتوطيدها. وأوضح فضيلته أن هذه العلاقات القوية تحتم علينا مساعدة فرنسا في التغلب على الإرهاب، ومواجهة الذين يقتلون الآخرين باسم الدين، موضحًا استعداد الأزهر لدعم فرنسا من خلال برنامج لتدريب الأئمة على مواجهة الفكر الإرهابي، إضافة إلى تقديم منح للطلاب الفرنسيين للدراسة في الأزهر الشريف؛ لتكون فرنسا مركزًا لنشر الفكر الوسطي في أوروبا.