قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن من سعى في حاجة أخيه المسلم، كان كمن اعتكف في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرًا فيما ورد في الحديث الشريف. وأوضح «عويضة» عبر البث المباشر بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما هو ثواب من يسعى في تزويج رجل وامرأة على سُنة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وما الدليل بالقرآن والسُنة؟»، أن عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- كان معتكفًا بمسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءه رجل وكان له مصلحة أو حاجة عند أحدهم، فقال له عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنهما- «هيا» وهم خارجًا مع الرجل من المسجد. وتابع: فذكره الرجل بأنه معتكف، فحينئذ بين له أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ »، وقال الله تعالى في كتابه العزيز : «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» الآية 2 من سورة المائدة. وأضاف أن من يسعى لتزويج أخيه المسلم فإنه بذلك يعينه على البر والتقوى وعلى إقامة حياة زوجية، ويعينه على فعل الحلال حتى يُحفظ من فعل المحرمات، فكل هذا له ثواب عظيم ، فكان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، مستشهدًا بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
