رئيس الوزراء يفتتح مركز السيطرة والتحكم بشركة مياه الشرب بالإسكندرية    هدفها قوة التحمل.. المصري يؤدي تدريبات بدنية قوية على شواطئ بورفؤاد    ضبط عامل ارتكب فعلا خادشا للحياء في القنطرة    فعل خادش.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو صادم على طريق الإسماعيلية الصحراوي    النيابة تحيل 20 متهمًا في قضية منصة «FBC» إلى الجنايات الاقتصادية    يتحكم فيه الآخرون بسهولة.. البرج الأكثر عرضة للتلاعب    شومان: كثير من المعالجات لقضايا المرأة والأسرة تزيد أزمتها    البورصة المصرية تغلق تعاملات الإثنين على ارتفاع جماعي.. ومؤشر EGX30 يصعد 2.04%    غزة: 120 شهيدا و557 مصابا خلال 24 ساعة.. والحصيلة الإجمالية للعدوان تتجاوز 58 ألف شهيد    وزير الداخلية الكويتي: لن نسمح بأي تجاوز لحزب الله اللبناني في بلادنا    حماس: نتنياهو يتفنن في إفشال جولات التفاوض ولا يريد التوصل لاتفاق    لجنة العلاقات الأفريقية تبحث تعزيز الشراكات ومشروعات التنمية المشتركة    غرفة القومي لحقوق الإنسان لمتابعة الانتخابات بلا أعضاء حزبيين    من هو لاعب أرسنال الذي ضمه منتخب مصر للشباب؟    تقارير: النصر لن ينسحب من السوبر السعودي    غدًا الثلاثاء.. النطق بالحكم في طعن أحد مرشحي مجلس الشيوخ بقنا    قبول دفعة جديدة بالمعاهد الصحية للقوات المسلحة.. الشروط ومواعيد التقديم    القومي للاتصالات يطلق النسخة الثانية من برنامج أكاديمية الأمن السيبراني    فيديو الاعتداء على 3 سيدات بالدقهلية يشعل مواقع التواصل.. والداخلية تضبط المتهمين    أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بأسوان بعد التظلمات (صور)    لإنهاء مسلسل الانهيارات.. مدبولي: إنشاء 55 ألف وحدة سكنية لاستيعاب ساكني 7500 عقار آيل للسقوط بالإسكندرية    جنايات دمنهور تقضي بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد 5 سنوات ل 9 متهمين أنهوا حياة شاب أخذًا بالثأر بالبحيرة    محافظ الشرقية يشدد على سرعة إنهاء خدمات المواطنين بمركز ههيا التكنولوجي    الجمعة.. روبي ومطرب الراب ليجي سي بحفل غنائي في الساحل الشمالي    عازف بفرقة كاظم الساهر ل"مصراوي": "القيصر بخير وبصحة جيدة"    ننشر أسماء الفائزين في النسخة ال17 من "كشاف المترجمين"    الموزع أحمد إبراهيم يستحوذ على نصيب الأسد في ألبوم عمرو دياب ب5 أغانى    تطوير جروبي وحديقة الأزبكية.. بيان جديد من محافظة القاهرة    خالد الجندي: محبة الله أساس الإيمان وسر السعادة في المساجد    افتتاح مركز طب الأسرة بقرية صفانية لخدمة 25 ألف مواطن (صور)    رئيس الوزراء يشيد بمبادرة لإدخال الإسكندرية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.. ويؤكد: نجاحها سيمكننا من تكرارها بمحافظات أخرى    وزارة النقل تنفي صلة الفريق كامل الوزير بتسجيل صوتي مزيف يروج لشائعات حول البنية التحتية    محافظ الفيوم توفير مساعدات عاجلة ومعاشات شهرية للمستحقين    مصدر أمني: دبابات سورية عبرت الخط الذي حددته إسرائيل جنوبي سوريا فقامت الطائرات الإسرائيلية باستهدافها    بطرس دانيال يكشف ل"البوابة نيوز" تفاصيل حالة الفنان لطفي لبيب الصحية    «الباقيات الصالحات» تطلق التشغيل التجريبي لمبادرتها الجديدة «احنا السند»    «قناة السويس» تبحث التعاون مع كوت ديفوار لتطوير ميناء أبيدجان    ندوات للسلامة المهنية وتدريب العاملين على الوقاية من الحوادث بالأسكندرية    تحولات الوعي الجمالي.. افتتاح أولى جلسات المحور الفكري ل المهرجان القومي للمسرح (صور)    «الوطنية للتدريب» تواصل تنفيذ برنامج «المرأة تقود في المحافظات المصرية»    ضبط قضايا اتجار في العملات ب«السوق السوداء» بقيمة 7 ملايين جنيه    «الأوقاف» تُطلق الأسبوع الثقافي ب27 مسجدًا على مستوى الجمهورية    رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية لعدد من المشروعات بمحافظة الإسكندرية    لفت الأنظار في المونديال.. بالميراس يرفض 3 عروض أوروبية لريتشارد ريوس    رئيس هيئة الرعاية الصحية: تكلفة تشغيل التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة تتخطى 26 مليار جنيه حتى الآن    توزيع 977 جهاز توليد الأكسجين على مرضى التليفات الرئوية «منزلي»    نتنياهو ينتقد خطط الجيش ل"المدينة الإنسانية" في رفح    الخطيب يتفاوض مع بتروجت لضم حامد حمدان.. ومدرب الزمالك السابق يعلق: داخل عشان يبوظ    قبل «درويش».. 3 أفلام جمعت عمرو يوسف ودينا الشربيني    الأهلي يبدأ اتخاذ إجراءات قانونية ضد مصطفى يونس بحضور الخطيب (تفاصيل)    ماذا قال رئيس مجلس الدولة لوزير الأوقاف خلال زيارته؟    غزة: الاحتلال يشن حرب تعطيش ممنهجة ويرتكب 112 مجزرة بحق طوابير تعبئة المياه    أوروبا تسير على خطى ترامب في مطاردة المعادن الحيوية مع تأجج الحرب التجارية    مستشار الرئيس للصحة: الالتهاب السحائي نادر الحدوث بمصر    12 صورة لضرب لويس إنريكي لاعب تشيلسي بعد المباراة    دعاء في جوف الليل: اللهم اللهم أرِح قلبي بما أنت به أعلم    "عندي 11 سنة وأؤدي بعض الصلوات هل آخذ عليها ثواب؟".. أمين الفتوى يُجيب    أول رد فعل ل وسام أبوعلي بعد بيان الأهلي ببقائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد داود: القرآن أعظم رسالة تنويرية ويخاطب العقل ب 1260 سؤالا
نشر في صدى البلد يوم 28 - 01 - 2019

أكد الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن القرآن أعظم رسالة تنويرية، ودعا إلى إلى إعمال التفكير في خلق الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية.
وأضاف «داود» خلال ندوة بمعرض الكتاب، بعنوان: «عزيزي الإنسان... القرآن رسالة تنويرية»، أنه يتحدث المفكرون والفلاسفة عن التنوير وأنه ضرورة حضارية، وهذا حق، وينادون بأهمية إعمال العقل فى التفكير، وأهمية الحرية لضمان التفكير دون قيود تكبل العقل، كما يركزون على ضرورة العلم، وكل هذا صحيح ومهم.
القرآن والتنوير:
وعن دعوات الفلاسفة والمفكرين، طرح العالم الدكتور محمد داود أسئلة ليجيب عنها تؤكد أن القرآن الكريم رسالة تنويرية، وهي أولًا: «ما موقف القرآن من قضية التنوير، وإعمال العقل، والحرية؟ وما موقف القرآن من العلم؟، موضحًا أن المتدبر بعمق وروية وتؤدة يرى بوضوح أن القرآن الكريم أعظمُ رسالة تنويرية فى تاريخ البشرية، حيث إننا نجد أنفسنا أمام آيات النور والتنوير فى القرآن الكريم، قال تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (النور: 35)، مفسرًا: نَوَّر الله السماوات والأرض بالنور الحسى، بالشمس والقمر والنجوم، قال تعالى: «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا» [يونس: 5]، «وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا» (نوح: 16)، مبينًا: ونورهما بالنور المعنوى، أرسل الرسل وأنزل الكتاب وجعل للإنسان عقلًا.
واستدل أيضًا بقول الله تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (البقرة: 257)، فهدى القرآن الكريم نور منقذ للإنسان، وقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا» (النساء: 174)، فهدى القرآن يقوم على الحجة والإقناع، وهو نور كاشف مبين، يؤكد ذلك قول الله تعالى: «قَدْجَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ» (المائدة: 15).
وتابع: وقوله تعالى: «يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (المائدة: 16)، وقوله تعالى: «أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» «الأنعام: 122».
القرآن والعقل:
وأكد الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن القرآن الكريم أعظمُ دعوة لإيقاظ العقل، والقرآن الكريم أعظم دعوة إلى التفكير، لقد اشتمل القرآن الكريم على 1260 ألف ومائتين وستين سؤالًا للعقل البشرى، معنى هذا أن القرآن خطاب للعقل، ومعنى هذا أن القرآن اعتمد الدليل العقلى، بل إن القرآن الكريم معجزة متفردة، ليست كمعجزات الأنبياء السابقين، لقد كانت معجزات الأنبياء قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معجزات حسية، والقرآن الكريم ليس كذلك، ليس معجزة حسية، ليس عصا موسى، ولا ناقة صالح، ولا نار إبراهيم، إنه معجزة أخرى متفردة غير حسية، إنه معجزة عقلية تخاطب العقل.
وبيّن: «أن القرآن الكريم يحث العقل على التفكير، ووردت كلمات الفكر والتفكير فى آيات القرآن الكريم، ومشتقات مادة « ف ك ر» ثماني عشرة مرة، على هذا النحو: «فَكَّرَ»: مرة واحدة فى: (المدثر/18)، «تَتَفَكَّروا»: مرة واحدة فى: «سبأ/46» «تًتَفَكَّرُون»: ثلاث مرات فى: (البقرة/ 266،219)، وفى (الأنعام/50)، «يَتَفَكَّرُوا»: مرتين، فى (الأعراف/184، والروم/8)، «يَتَفَكَّرُون»: إحدى عشرة مرة، فى: (آل عمران/191، الأعراف/191، الأعراف/176، يونس /24، الرعد/3، النحل/69،44،11 الروم/21، الزمر/42، الجاثية/13، الحشر/21)، وكلها بمعنى التدبُّر والتُّأمل وإعمال العقل.
وشدد على أن التفكير فريضة إسلامية كما عبر العقاد رحمه الله تعالى، لذلك منع الله تعالى الإكراه على الإيمان، قال تعالى: «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» (البقرة /256)، «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ» [النازعات: 45] «يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45] «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 22).
ونبه على أنه اجتمعت كلمة العلماء سلفًا وخلفًا على أنه ليس في الإسلام سلطة دينية لأحد على أحد إلا سلطة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وزعم بعضهم أن الدين يتعارض مع العقل، وهذا غير حقيقى وإن وجد ذلك فى تاريخ البشرية عند غير المسلمين، لا يبرر إلصاق هذه التهمة وإقحامها بالإسلام.
وواصل: كذلك الزعم بأن الدين فكرة مطلقة والعقل والفلسفة غير مطلق؛ قراءة ناقصة لأن السعى للحقيقة المطلقة لها سبل شتى فيها التعددية وإعمال العقل، ولو ظل الفكر فى فضاء مطلق دون نهاية لظل فى التيه لا يصل إلى الحقيقة المنشودة.
ولفت إلى أن من حقائق القرآن الخالدة أيضًا أن الواحدية والأحدية تكون للذات الإلهية دون سواها، وأن التنوع والتعدد والاختلاف سنة إلهية كونية فى كل ما سوى الذات الإلهية، قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ» (الروم: 22).
وأكمل: ووضح القرآن أن التنوع والتمايز يكون حافزًا للتسابق والمنافسة فى طريق الخير، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ» [المائدة: 48]، كما أمرنا القرآن أن نتبع الأحسن والأفضل، قال تعالى: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الزمر: 18).
ونوه بأن القرآن هكذا أعظم رسالة لإيقاظ العقل، لقد منع القرآن التقليد الأعمى، الذى لا يقره عقل «أَوَلَوْكَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَايَهْتَدُونَ» (البقرة: 170)، والحرية مكفولة فى الإسلام للتفكير بضوابط القيم والعلم والأخلاق، لأن السب والشتم ليس حرية وليس فكرًا ولا يصلح لأن يكون دليلا ولا حجة، فالإسلام يُقر الحرية المنضبطة.
وأفاد: ليس بعد أن سأل الخالق فى أعظم قضية فى الوجود، قضية الإيمان بالخالق، «أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ» [النمل: 61]، وكرر السؤال، ليس بعد ذلك لأحد زعم ولا حجة، وتسقط كل الادعاءات وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم فيما زعموا وادعوا، ولمَّا كان القرآن دعوة لإيقاظ العقل، فقد أمر العقل بالنظر والاعتبار «قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ» (يونس: 101)، «قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (آل عمران: 137).
وألمح إلى أنه فى سياقات الآيات التي تأمر بالنظر إلى المستقبل ما يدعو إلى التخطيط والتدبير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (الحشر: 18).
ونوه بأنه هكذا أمر الله تعالى العقل بالتدبر لآيات الله فى الكون كما أمر العقل بتدبر آيات القرآن «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» (النساء: 82)، «قُلْسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» (العنكبوت: 20)، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» (البقرة: 266)، «أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» (الروم: 8)، «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (آل عمران: 191)، «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الرعد: 19)، «أَفَلَا يَعْقِلُونَ» (يس: 68)، فلقد جاء القرآن هاديا للعقل.
القرآن والعلم:
وذكر أنه كما القرآن الكريم رسالة تنويرية لإيقاظ العقل فهو كذلك رسالة تنويرية تدعو إلى العلم، فأول آية نزلت: «اقرأ ... ولم يحدد ماذا يُقرأ؟» حتى تكون القراءة شاملة تستوعب كل جديد من العلوم والمعارف عبر الزمان بعد الزمان.
وأشار إلى أن القرآن نَصَّ على أن العلم سبب الرفعة والتمكين، فالتمكين لا يكون للجهلاء، قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» (المجادلة:11)، بل أمر الله فى القرآن أن يكون للمسلمين مثل وكالة ناسا، قال تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» [العنكبوت: 20]، فالعلم يبحث فى الكيفية.
وونبه على أنه اعتمد القرآن الكريم الدليل العلمى، وذلك فى قوله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» [فصلت: 53]
رسالة:
أبان: هكذا نحن أمام دعوة عظيمة للتفكير ولإيقاظ العقل، وأنه يسعنا الاختلاف الإيجابى الذى يصل بنا إلى الحق، إلى الصواب، إلى الأفضل دون أن يأتى أحدنا إلى ساحة التفكير بأرضية مبيتة أو بأحكام مسبقة دون إساءة ظن، دون تسفيه لرأى، دون انفعال أو تهور وإنما هى الحجة وهو الدليل «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (البقرة: 111)، وهكذا يظهر لنا أن ركائز التنوير فى القرآن «العقل – العلم – الحرية - الأخلاق».
الدين منبع الأخلاق:
شدد على أن العدل الذى يعم جميع الناس ، الأمانة التى تحفظ للناس حقوقهم الأدبية والمعنوية، والاختلاف ليس مدعاة للصدام والعداء وإنما للتعارف والتعاون واستباق الخيرات.
وتساءل: هذا هو القرآن فأين منه المفكرون؟ هذا هو القرآن فأين منه المثقفون؟ هذا هو القرآن فأين منه المصلحون؟ هذا هو القرآن فأين منه المسلمون؟ هذا هو القرآن فأين منه كلنا؟ القرآن يرقى بالإنسانية السمحة، فالمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أنها تدعيم للمشترك الإنساني، ويظهر ذلك جليًّا في المعاني القرآنية الآتية: إحياء المشترك الإنسانى العام من خلال النداء القرآنى: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ»، «يَابَنِى آدَمَ» [الأعراف: 26]، إحياء المنافسة واستباق الخيرات بديلًاعن الصراع، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (البقرة: 148).
وأردف: إحياء التعارف والتواصل بين الثقافات المتنوعة بديلًاعن الصدام، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » [الحجرات: 13]، إحياء قبول الآخر وجعله جزءًا من نسيج الأمة، لهما لنا وعليهما علينا، قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» [البقرة: 285]، قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].
وتابع: إحياء التعاون الإيجابى ونبذ التعاون السلبى، قال تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: 2)، وإحياء التنافس بين التنوع الدينى والثقافى بدلًامن الصدام والعدوان، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» [المائدة: 48].


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.