أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الجيزة لانتخابات مجلس النواب 2025    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    حماس: أي تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسئوليته الكاملة حكومة نتنياهو    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    ضبط قائد «توك توك» صوّر فتاتين بملابس خادشة ونشر الصور لزيادة المشاهدات    حسن الرداد: مهرجان الجونة ليس ريد كاربت فقط.. وبدء تصوير فيلم طائر غريب نهاية الشهر    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    قبل تطبيق زيادة أسعار البنزين والسولار رسميًا اليوم الجمعة.. طريقة تحويل السيارة إلى الغاز الطبيعي    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    انطلاق الدورة 33 من مهرجان الموسيقى العربية احتفاءً بكوكب الشرق أم كلثوم (صور)    عاجل - حريق أمام المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    السعودية والولايات المتحدة تبحثان المستجدات الإقليمية والأفريقية    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    كريم نيدفيد: رمضان صبحي ليس صديقى ولا أعتقد أن هناك فرصة لعودته للأهلى    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    فاروق جعفر: الأهلي أفضل من الزمالك.. ولكن الأبيض مازال في المنافسة    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    مدير مكتب زيلينسكي: نأمل في صدور قرار من ترامب بشأن صواريخ توماهوك    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    ارتفاع أسعار البنزين..جنيهين للتر الواحد    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    سعر السكر والأرز والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد داود: القرآن أعظم رسالة تنويرية ويخاطب العقل ب 1260 سؤالا
نشر في صدى البلد يوم 28 - 01 - 2019

أكد الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن القرآن أعظم رسالة تنويرية، ودعا إلى إلى إعمال التفكير في خلق الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية.
وأضاف «داود» خلال ندوة بمعرض الكتاب، بعنوان: «عزيزي الإنسان... القرآن رسالة تنويرية»، أنه يتحدث المفكرون والفلاسفة عن التنوير وأنه ضرورة حضارية، وهذا حق، وينادون بأهمية إعمال العقل فى التفكير، وأهمية الحرية لضمان التفكير دون قيود تكبل العقل، كما يركزون على ضرورة العلم، وكل هذا صحيح ومهم.
القرآن والتنوير:
وعن دعوات الفلاسفة والمفكرين، طرح العالم الدكتور محمد داود أسئلة ليجيب عنها تؤكد أن القرآن الكريم رسالة تنويرية، وهي أولًا: «ما موقف القرآن من قضية التنوير، وإعمال العقل، والحرية؟ وما موقف القرآن من العلم؟، موضحًا أن المتدبر بعمق وروية وتؤدة يرى بوضوح أن القرآن الكريم أعظمُ رسالة تنويرية فى تاريخ البشرية، حيث إننا نجد أنفسنا أمام آيات النور والتنوير فى القرآن الكريم، قال تعالى: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (النور: 35)، مفسرًا: نَوَّر الله السماوات والأرض بالنور الحسى، بالشمس والقمر والنجوم، قال تعالى: «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا» [يونس: 5]، «وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا» (نوح: 16)، مبينًا: ونورهما بالنور المعنوى، أرسل الرسل وأنزل الكتاب وجعل للإنسان عقلًا.
واستدل أيضًا بقول الله تعالى: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (البقرة: 257)، فهدى القرآن الكريم نور منقذ للإنسان، وقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا» (النساء: 174)، فهدى القرآن يقوم على الحجة والإقناع، وهو نور كاشف مبين، يؤكد ذلك قول الله تعالى: «قَدْجَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ» (المائدة: 15).
وتابع: وقوله تعالى: «يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (المائدة: 16)، وقوله تعالى: «أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» «الأنعام: 122».
القرآن والعقل:
وأكد الأستاذ بجامعة قناة السويس، أن القرآن الكريم أعظمُ دعوة لإيقاظ العقل، والقرآن الكريم أعظم دعوة إلى التفكير، لقد اشتمل القرآن الكريم على 1260 ألف ومائتين وستين سؤالًا للعقل البشرى، معنى هذا أن القرآن خطاب للعقل، ومعنى هذا أن القرآن اعتمد الدليل العقلى، بل إن القرآن الكريم معجزة متفردة، ليست كمعجزات الأنبياء السابقين، لقد كانت معجزات الأنبياء قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معجزات حسية، والقرآن الكريم ليس كذلك، ليس معجزة حسية، ليس عصا موسى، ولا ناقة صالح، ولا نار إبراهيم، إنه معجزة أخرى متفردة غير حسية، إنه معجزة عقلية تخاطب العقل.
وبيّن: «أن القرآن الكريم يحث العقل على التفكير، ووردت كلمات الفكر والتفكير فى آيات القرآن الكريم، ومشتقات مادة « ف ك ر» ثماني عشرة مرة، على هذا النحو: «فَكَّرَ»: مرة واحدة فى: (المدثر/18)، «تَتَفَكَّروا»: مرة واحدة فى: «سبأ/46» «تًتَفَكَّرُون»: ثلاث مرات فى: (البقرة/ 266،219)، وفى (الأنعام/50)، «يَتَفَكَّرُوا»: مرتين، فى (الأعراف/184، والروم/8)، «يَتَفَكَّرُون»: إحدى عشرة مرة، فى: (آل عمران/191، الأعراف/191، الأعراف/176، يونس /24، الرعد/3، النحل/69،44،11 الروم/21، الزمر/42، الجاثية/13، الحشر/21)، وكلها بمعنى التدبُّر والتُّأمل وإعمال العقل.
وشدد على أن التفكير فريضة إسلامية كما عبر العقاد رحمه الله تعالى، لذلك منع الله تعالى الإكراه على الإيمان، قال تعالى: «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ» (البقرة /256)، «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ» [النازعات: 45] «يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45] «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 22).
ونبه على أنه اجتمعت كلمة العلماء سلفًا وخلفًا على أنه ليس في الإسلام سلطة دينية لأحد على أحد إلا سلطة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وزعم بعضهم أن الدين يتعارض مع العقل، وهذا غير حقيقى وإن وجد ذلك فى تاريخ البشرية عند غير المسلمين، لا يبرر إلصاق هذه التهمة وإقحامها بالإسلام.
وواصل: كذلك الزعم بأن الدين فكرة مطلقة والعقل والفلسفة غير مطلق؛ قراءة ناقصة لأن السعى للحقيقة المطلقة لها سبل شتى فيها التعددية وإعمال العقل، ولو ظل الفكر فى فضاء مطلق دون نهاية لظل فى التيه لا يصل إلى الحقيقة المنشودة.
ولفت إلى أن من حقائق القرآن الخالدة أيضًا أن الواحدية والأحدية تكون للذات الإلهية دون سواها، وأن التنوع والتعدد والاختلاف سنة إلهية كونية فى كل ما سوى الذات الإلهية، قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ» (الروم: 22).
وأكمل: ووضح القرآن أن التنوع والتمايز يكون حافزًا للتسابق والمنافسة فى طريق الخير، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ» [المائدة: 48]، كما أمرنا القرآن أن نتبع الأحسن والأفضل، قال تعالى: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الزمر: 18).
ونوه بأن القرآن هكذا أعظم رسالة لإيقاظ العقل، لقد منع القرآن التقليد الأعمى، الذى لا يقره عقل «أَوَلَوْكَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَايَهْتَدُونَ» (البقرة: 170)، والحرية مكفولة فى الإسلام للتفكير بضوابط القيم والعلم والأخلاق، لأن السب والشتم ليس حرية وليس فكرًا ولا يصلح لأن يكون دليلا ولا حجة، فالإسلام يُقر الحرية المنضبطة.
وأفاد: ليس بعد أن سأل الخالق فى أعظم قضية فى الوجود، قضية الإيمان بالخالق، «أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ» [النمل: 61]، وكرر السؤال، ليس بعد ذلك لأحد زعم ولا حجة، وتسقط كل الادعاءات وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم فيما زعموا وادعوا، ولمَّا كان القرآن دعوة لإيقاظ العقل، فقد أمر العقل بالنظر والاعتبار «قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ» (يونس: 101)، «قَدْخَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ» (آل عمران: 137).
وألمح إلى أنه فى سياقات الآيات التي تأمر بالنظر إلى المستقبل ما يدعو إلى التخطيط والتدبير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (الحشر: 18).
ونوه بأنه هكذا أمر الله تعالى العقل بالتدبر لآيات الله فى الكون كما أمر العقل بتدبر آيات القرآن «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْكَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا» (النساء: 82)، «قُلْسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» (العنكبوت: 20)، «كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» (البقرة: 266)، «أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ» (الروم: 8)، «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (آل عمران: 191)، «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» (الرعد: 19)، «أَفَلَا يَعْقِلُونَ» (يس: 68)، فلقد جاء القرآن هاديا للعقل.
القرآن والعلم:
وذكر أنه كما القرآن الكريم رسالة تنويرية لإيقاظ العقل فهو كذلك رسالة تنويرية تدعو إلى العلم، فأول آية نزلت: «اقرأ ... ولم يحدد ماذا يُقرأ؟» حتى تكون القراءة شاملة تستوعب كل جديد من العلوم والمعارف عبر الزمان بعد الزمان.
وأشار إلى أن القرآن نَصَّ على أن العلم سبب الرفعة والتمكين، فالتمكين لا يكون للجهلاء، قال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» (المجادلة:11)، بل أمر الله فى القرآن أن يكون للمسلمين مثل وكالة ناسا، قال تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ» [العنكبوت: 20]، فالعلم يبحث فى الكيفية.
وونبه على أنه اعتمد القرآن الكريم الدليل العلمى، وذلك فى قوله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» [فصلت: 53]
رسالة:
أبان: هكذا نحن أمام دعوة عظيمة للتفكير ولإيقاظ العقل، وأنه يسعنا الاختلاف الإيجابى الذى يصل بنا إلى الحق، إلى الصواب، إلى الأفضل دون أن يأتى أحدنا إلى ساحة التفكير بأرضية مبيتة أو بأحكام مسبقة دون إساءة ظن، دون تسفيه لرأى، دون انفعال أو تهور وإنما هى الحجة وهو الدليل «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» (البقرة: 111)، وهكذا يظهر لنا أن ركائز التنوير فى القرآن «العقل – العلم – الحرية - الأخلاق».
الدين منبع الأخلاق:
شدد على أن العدل الذى يعم جميع الناس ، الأمانة التى تحفظ للناس حقوقهم الأدبية والمعنوية، والاختلاف ليس مدعاة للصدام والعداء وإنما للتعارف والتعاون واستباق الخيرات.
وتساءل: هذا هو القرآن فأين منه المفكرون؟ هذا هو القرآن فأين منه المثقفون؟ هذا هو القرآن فأين منه المصلحون؟ هذا هو القرآن فأين منه المسلمون؟ هذا هو القرآن فأين منه كلنا؟ القرآن يرقى بالإنسانية السمحة، فالمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أنها تدعيم للمشترك الإنساني، ويظهر ذلك جليًّا في المعاني القرآنية الآتية: إحياء المشترك الإنسانى العام من خلال النداء القرآنى: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ»، «يَابَنِى آدَمَ» [الأعراف: 26]، إحياء المنافسة واستباق الخيرات بديلًاعن الصراع، قال تعالى: «وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (البقرة: 148).
وأردف: إحياء التعارف والتواصل بين الثقافات المتنوعة بديلًاعن الصدام، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » [الحجرات: 13]، إحياء قبول الآخر وجعله جزءًا من نسيج الأمة، لهما لنا وعليهما علينا، قال تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» [البقرة: 285]، قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].
وتابع: إحياء التعاون الإيجابى ونبذ التعاون السلبى، قال تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: 2)، وإحياء التنافس بين التنوع الدينى والثقافى بدلًامن الصدام والعدوان، قال تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» [المائدة: 48].


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.