قال الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد الأدبى، إن أفضل ما جاء فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب هو الاحتفاء بالآباء المؤسسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وعلى رأسهم الدكتورة سهير القلماوى والتى أسست معرض القاهرة الدولى للكتاب بالتعاون مع وزيرة الثقافة ثروت عكاشة فى ذلك الوقت والذى أسند إليها مهمة تنظيم معرض للكتاب بالتزامن بالاحتفال مع مرور ألف عام على تأسيس القاهرة. وأضاف خلال للكتاب ندوة حول الكتابة الراحلة الدكتورة سهير القلماوى ضمن محور الاحتفاء بشخصيتي المعرض والأحداث المئوية بقاعة ثروت عكاشة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن سهير القلماوى تعتبر أول طالبة تدخل الجامعة المصرية وأول من ارتدت ثوب الأستاذية بالجامعة وهى أو من حصل على الدكتوراه فى الجامعة، وقد استظلت فى مسيرتها بجناح عميد الأدب العربى طه حسين كمعين لها فى مسيرتها العلمية فى ظل شعورها بوجوب عدم الصدام مع المجتمع الذكورى فاختارت أسلوب عدم الصدام والاحتكاك بالمجتمع الذكورى وأثرت أن يكون خوضها لطريق العمل العام والعمل الأدبى من خلال عباءة طه حسين إن جاز التعبير، إلا أن هذا لم يمنعها من أن تكون لها شخصيتها الأدبية والثقافية المستقلة. وأشار إلى أن كل من سهير القلماوى ودرية شفيق وام كلثوم استطعن أن يؤسسن حركة النساء المصريات وهن يخترقن الحياة العامة فى المجتمع، وقد كانت سهير القلماوى فى مسيرتها كانت من الشخصيات المتقبلة للآراء المختلفة إلى حد بعيد، حيث كانت تحتضن تلاميذها فى الجامعة إلى حد كبير حيث كانت تدافع عن تلميذها عبد المنعم تليمة اليسارى التوجه على الرغم من أنها بنت الارستقراطية وكانت تدافع عنها بشكل لا مثيل له. وأوضح أن سهير القلماوى تمكنت من أن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتعتبر الفترة التى تولت فيها سهير القلماوى مسئولية الهيئة العامة للكتاب من أثرى الفترات على مستوى الازدهار الثقافى للهيئة العامة للكتاب لما كان لها من حس أدبي رفيع، وقد كانت سهير القلماوى فى مسيرتها محتضنة لكل تلاميذها فى المجال الأدبى تقدم لهم النصح والإرشاد وقد أدى هذا إلى إشرافها على المئات من رسالات الماجستير والدكتوراه لطلابها، ويعتبر الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق هو آخر عنقود تلاميذ الدكتورة سهير القلماوى. ولفت صلاح فضل إلى أنه كان دائم الحرص فى بداية كتاباته النقدية على أن تناقش أعماله الدكتورة سهير القلماوى بحسها الأدبي الرفيع، خاصة أنها فى كل مرة كانت تناقش فيها عمل من أعماله يخرج فيها بفوائد كبيرة ونصائح جليلة على المستوى الثقافى والأدبى. واختتم: "إننا إذا أردنا أن نقيس مستوى تقدم المجتمع من خلال قياس مدى اهتمام هذا المجتمع وتقديره للمرأة، فالمجتمع السوى السليم هو من يقدم المرأة ويرعاها ويعطيها حقوقها ويقدرها حق قدرها".