افتتح الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري والمهندس خضر محمد قسم وزير الموارد المائية والكهرباء بالسودان، فعاليات الإجتماع الثانى للدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، صباح اليوم الإثنين، والذى يعقد خلال الفترة 24-30 ديسمبر 2018. وأكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى، خلال الافتتاح، على أن التخطيط الجيد والعمل المشترك بين أعضاء الهيئة الفنية بالقطرين الشقيقين هو المحرك الاساسى وحجر الزاوية لتناول قضايا نهر النيل وتطوير الإدارة الرشيدة لمياه النهر بما يحقق طموحات شعبى وادى النيل. وتأتى مشاركة وزيرى المياه بمصر والسودان فى حفل افتتاح اجتماع الهيئة دعما وتأكيدًا علي استمرار إيمان البلدين بالدور الذي تقوم به الهيئة للنقاش في القضايا الفنية ذات الصلة بمياه نهر النيل، ودفع سبل التعاون المشترك لمواجهة الصعوبات والمعوقات التي تواجه القطرين الشقيقين في إدارة مياه نهر النيل وفقًا لاتفاقية 1959والتي تمثل نموذجًا متكاملًا لإدارة مورد مياه مشترك وحيوى، والذي من أجله تأسست الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل بهدف الإدارة المشتركة و التخطيط لشريان الحياة بالبلدين حيث تقوم بهذا الدور بصورة جيدة لما يزيد عن نصف قرن. ويأتي هذا الاجتماع في إطار الاجتماعات الدورية التي تعقدها الهيئة في كل من الخرطوم والقاهرة حيث يرأس الجانب المصري للهيئة الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بوزارة الموارد المائية والرى ويرأس الجانب السوداني الدكتور سيف الدين حمد رئيس الجهاز الفني للموارد المائية بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء بالسودان ومن المقرر أن يلتقى المهندس خضر محمد قسم السيد وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى بالسيد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء لبحث أوجه التعاون الثنائي فيما يخص مشروعات الربط الكهربائى كما سيقوم بزيارة بعض الجهات الفنية والبحثية بوزارة الموارد المائية والرى حيث يأتى على قائمة أولويات الجهات التي سيزورها سيادته مركز التنبؤ يقطاع التخطيط والمعاهد البحثية التابعه للمركز القومى لبحوث المياه ومركز نظم الرصد والاتصال ( التليمترى) وبعض أعمال الحماية من السيول، وذلك بغرض بحث سبل زيادة وتدعيم التعاون المشترك بين الجانبين فى مجال إدارة الموارد المائية وزيادة التنسيق المشترك بين اجهزة الوزارتين. ويتناول جدول أعمال الاجتماع مناقشة الموضوعات الهامة فى مجال الموارد المائية بين البلدين والتى تتمثل فى دراسة مشروعات تقليل الفاقد لزيادة إيراد النهر، مقاومة نبات الهايسنت (ورد النيل)، مشروعات التعاون الفني بين دول حوض النيل، شئون دول حوض النيل والعلاقات الدولية، متابعة و تطوير عمليات قياس التصرفات والمناسيب على النيل، متابعه الفيضان وأعمال التنبؤات، متابعة المحطات الهيدرو مناخية للرصد في مصر والسودان لتقدير البخر، توسيع أنشطة الهيئة. وتعتبر الهيئة مثلًا يحتذى به في التعاون الفنى بين مصر والسودان حيث قد أنشئت الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل فى عام 1960 بناءًا على اتفاقية الانتفاع الكامل بمياه نهر النيل الموقعة بين جمهوريتي مصر والسودان فى الثامن من شهر نوفمبر 1959 وذلك لتحقيق التعاون الفنى بين حكومتي الجمهوريتين وللسير في البحوث والدراسات اللازمة لمشروعات ضبط النهر وزيادة إيراده وكذلك لاستمرار الأرصاد المائية على النهر في أحباسه العليا. كما تعتبر اجتماعات الهيئة منبرًا لدراسة و مناقشة كيفية مواجهة العديد من التحديات التى تواجه الدولتين مثل محدودية الموارد المائية بالمقارنة بالازدياد السكاني المطرد، التغيرات المناخية وتأثيراتها البيئية السلبية المتوقعه على الموارد المائية، وحماية المجارى والمنشآت المائية بنظام نهر النيل، توفير الدعم المالي اللازم لتطوير منشآت الهيئة ومعداتها و أجهزتها بما يواكب تكنولوجيا العصر، التنسيق والتعاون بين المراكز البحثية بالبلدين.