سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترحيب نمساوى بزيارة الرئيس.. السيسى يلتقى ألكسندر فان دير بيلين وسيباستيان كورتز.. يزور المجلس الوطني.. والتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم فى التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال والتعليم
* الرئيس السيسى: نعول على النمسا فى إطار تعميق العلاقات المصرية الأوروبية * سيباستيان كورتز: دور مصر محوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط * فان دير بيليّن: حريصون على مساندة الجهود التنموية ودعمها فى كافة المجالات شهد اليوم الأول لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الرسمية للعاصمة النمساوية فيينا لقاءات مكثفة، حيث استهل الرئيس الزيارة بلقاء مع الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيليّن، حيث أجرى مباحثات موسعة مع الرئيس النمساوي، أعرب فى مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال النمساوي، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية النمساوية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر. ورحب الرئيس النمساوي بالرئيس والوفد المرافق له، معربًا عن تقدير النمسا لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين الصديقين. وأشاد الرئيس النمساوي بخطوات إصلاح الاقتصاد المصرى والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص النمسا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك. وأكد الرئيس السيسى من جانبه أن الاستثمارات والصناعات النمساوية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019 واتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع النمسا وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين ووفقًا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. وأشاد "فان دير بيليّن" بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصةً في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي. وقام الرئيس السيسي أيضا بزيارة المجلس الوطني- البرلمان النمساوي، وكان في استقباله فولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس، الذى رحب بزيارة الرئيس إلى النمسا، منوهًا بالعلاقات المتميزة التي تربط الشعبين المصري والنمساوي، وموضحًا حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التي شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد البرلماني. وأعرب الرئيس عن تقديره لزيارة المجلس الوطني، وتطلعه لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر والنمسا على مختلف الأصعدة، خاصةً في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يساهم في تعزيز التواصل بين الشعبين والارتقاء بالتعاون الثنائي المشترك. وأكد المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، أن اللقاء تناول بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في المجالين السياحي والثقافي. وتم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، حيث ثمن رئيس المجلس الوطني النمساوي جهود مصر في هذا الصدد، والتي تعد ركيزة الاستقرار في المنطقة، معربًا عن مساندته لها، ومؤكدًا أهمية وقوف المجتمع الدولي صفًا واحدًا للقضاء على هاتين الظاهرتين العابرتين للحدود. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات على مستوى القمة مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس الذي استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس في النمسا صديقًا عزيزًا، حيث تعد الزيارة هي الأولى لرئيس مصري منذ قرابة 12 عامًا، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والنمسا، ومؤكدًا حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا. من جانبه؛ توجه الرئيس بالشكر للمستشار النمساوي على دعوته لزيارة النمسا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بخصوصية العلاقات التاريخية بين مصر والنمسا ومدى تميزها، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطويرها والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على النمسا فى إطار تعميق العلاقات المصرية الأوروبية. وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد "كورتز" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان مؤداها التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري. وأكد الجانبان أهمية عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في أقرب فرصة لوضع تصور محدد للمشروعات التي يمكن تدشينها مستقبلًا بين البلدين، حيث تم التوافق حول عقدها خلال عام 2019 للمرة الأولى منذ عام 2010، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية النمساوية، خاصةً بمشاركة الشركات النمساوية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر كتنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. من ناحيةٍ أخرى؛ تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات السياحة والحوكمة الإلكترونية والإصلاح الإداري وميكنة الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على سبل تعزيز التعاون بين النمسا والقارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي خلال العام المقبل 2019. وتطرقت المباحثات كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد المستشار النمساوي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي. وتوافقت وجهات نظر البلدين بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية. وعلى صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها من أجل توحيد ودعم المؤسسة العسكرية الليبية بهدف تمكينها من القيام بمهامها، مؤكدًا سيادته أهمية التزام المجتمع الدولي بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا بجميع عناصرها. وتناول اللقاء كذلك ملف الهجرة غير الشرعية؛ حيث أشاد المستشار النمساوي بالإنجازات المصرية التي تحققت اتصالًا بمكافحة هذه الظاهرة عبر منع تسلل أي مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلًا عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها وتمتعهم بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في مختلف الخدمات وتوفير سبل المعيشة الكريمة لهم دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء. وأكد الرئيس أن مصر تضطلع بهذا الدور انطلاقًا من الوازع الأخلاقي بدون مزايدة، لافتًا سيادته إلى أن استدامة نجاح تلك الجهود تتطلب تطوير أطر التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال. وتمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، مستعرضًا نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 والنجاحات التي حققتها في مواجهة الجماعات الإرهابية. وقد أشاد "كورتز" بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف. وشهد الرئيس السيسى والمستشار النمساوى فى ختام المباحثات التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في عدد من المجالات كالتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية، والتعليم العالي، والسكك الحديدية، وتلى ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.