خسرت البورصة المصرية نحو 16 مليار جنيه خلال تداولات الأسبوع المنتهى الخميس ، بعد هبوط حاد في المؤشرات ، وتراجع قيم التداول إلى مستويات لم تراها البورصة المصرية منذ أكثر من ستة أعوام. وجاءت أراء المحللين متباينة فيما يتعلق بتوقعاتهم لأداء السوق خلال الأسبوع المقبل، فبعضهم يري أن هناك إمكانية لصعود الأسهم خلال تداولات الأسبوع القادم بعد صعود السوق اليوم، مع الإعلان عن تدشين مؤشر جديد من المقرر العمل به مع بدء تداولات الأسبوع المقبل، إلا أن آخرين يرون أنه لا توجد أي إشارات على تحسن السوق.
وأنهى مؤشر البورصة المصرية الرئيسي "EGX 30"، الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة ، تعاملات الأسبوع الحالي على تراجع قدره 56ر4% ليغلق عند مستوي 35ر4137 نقطة مقابل 16ر4335 نقطة خلال الأسبوع الماضي. كما تراجع أداء مؤشر "EGX 70" للأسهم الصغيرة والمتوسطة، ليفقد 63ر11% من قيمته ويغلق عند مستوي 4ر458 نقطة، كذلك هبط مؤشر "EGX 100"، الأوسع نطاقاً الذي يضم الشركات المكونة لمؤشري "EGX 30" و"EGX 70"، بنسب بلغت 61ر9% ليغلق عند 65ر707 نقطة. وتراجعت الأسهم القيادية جميعها باستثناء سهم "المجموعة المالية هيرمس القابضة" ليرتفع بمقدار 5ر0% مغلقاً عند 74ر16 جنيه ، فيما تصدر التراجعات سهم "اوراسكوم للإنشاء والصناعة"، بتراجع قدره 9ر7% ليغلق عند 92ر212 جنيه ، ثم سهم "البنك التجاري الدولي-مصر"، بتراجع قدره 1ر5% ليغلق عند 92ر22 جنيه. في حين تراجع سهم "أوراسكوم تيلكوم القابضة"، بمقدار طفيف قدره 6ر0% ليغلق عند 32ر3 جنيه. أبدى عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية تفاؤله بأداء السوق المصري خلال تداولات الأسبوع المقبل، ولكن هذا التفاؤل شابه الكثير من الحذر. وقال "إغلاق السوق على ارتفاع خلال تداولات الخميس مشجع للغاية، ويعطينا رؤية إيجابية لتداولات الأسبوع المقبل، إلا أن المضاربات في السوق تجعلنا نتخوف بشكل أكبر من أي وقتا مضى". وأضاف عيسى إن السبب الرئيسي لارتفاع السوق الخميس هو عدم مجاراة السوق لأداء المضاربين ، فمع بداية الجلسة تراجع سهمين بشكل كبير وبكميات تداول منخفضة ، وكان ذلك متعمدا من قبل مجموعة من الأفراد لإجبار حاملي السهم على البيع ، ولكن هذا لم يحدث ، ما أدى إلى ارتفاع السوق . وأضاف أن الهيئة العامة للرقابة المالية لا تقوم بدور صارم في عملية الرقابة على التداول، فكل ما تقوم به هو التفتيش على شركات السمسرة، لكنها لا تتابع التداولات ولا توقف المضاربين الذين أضروا بالسوق بشكل كبير خلال الفترة الماضية. وقلل عيسى من تأثير المؤشر الجديد على التداولات في السوق، مشيرا "أعتقد أنه لن يؤثر كثيرا على التداولات، فهناك مؤشرات مثل "EGX20" ولكنها لا تقدم أي شيء للسوق". وأوضح أنه لا يعتقد في إمكانية هبوط السوق إلى مستويات أكبر من التي عليها الآن، فالسوق فقد كل ما ربحه خلال الربع الثاني من العام الجاري. وشدد عيسى على أن انصراف المسئولين عن الاهتمام بالبورصة أدى إلى تدهورها إلى هذا الح ، ومن جانبه أشار إسلام عبد العاطي المحلل الفني بشركة بايونير إن السوق لم يعطي إشارات جيدة بعد لنتوقع الصعود ، ما حدث الخميس مجرد تصحيح للأسعار بعد هبوط العنيف الأربعاء، متوقعا استمرار تذبذب السوق بين 4000 نقطة إلى 4500 نقطة. أضاف ، التطورات السياسية في البلاد ستحدد بشكل كبير مجريات الأمور خلال تداولات الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن تشهد البلاد مظاهرة حاشدة الجمعة للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لإلغاء قانون الطوارئ ووضع إطار زمني لتسليم الحكم للمدنيين.