شاركت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أمس، في تنظيم مؤتمر بالتعاون مع منظمة إيكو اليونانية، ومنظمة التحالف الدولي للسلام والتنمية السويسرية، ومركز الشرق والغرب للتنمية المستدامة من الأردن، ومنظمة "نوف أكت" من إسبانيا، وجاء المؤتمر بعنوان "دور المجتمع المدني في مجابهة الإرهاب وتعزيز بناء السلام". أكد أيمن عقيل رئيس المؤسسة، خلال كلمته أن الإرهاب لا يهدد أنظمة حكم محددة، ولكنه يهدد مستقبل العالم ويحطم كل الجهود التي تسعى لبناء السلام والمحبة والتسامح والتعايش المشترك. وأشار خلال كلمته على هامش البرنامج التدريبي الذي تستضيفه منظمة "إيكو" اليونانية في العاصمة أثينا، بعنوان "مجابهة الإرهاب والتطرف العنيف" إلى أهمية أن تكون منظمات المجتمع المدني طرفًا فاعلًا وبشكل قوي في الحرب على الإرهاب العابر للحدود والثقافات والأديان، كما أكد أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تتحق دون مواجهة شاملة سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وكذلك حقوقيًا. أوضح عقيل، أن المجتمع الدولي لم ينجح في القضاء على الإرهاب أو حتى الحد منه، وأرجح السبب في ذلك إلى اختلاط المصالح السياسية بالمواقف الأخلاقية وعدم وتبني خطط متقاربة بشكل شامل للقضاء على العنف والتطرف. ولفت عقيل إلى أن العنف والإرهاب يعطل عملية الانتقال الديمقراطي السلمي في عدد من الدول التي شهدت انتفاضات وثورات شعبية اعتراضًا على الفساد والظُلم وفشل السياسات الاقتصادية. أعلن أن هناك دولًا بعينها تدعم الإرهاب والتطرف وتوفر الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية والدعم التمويلي واللوجيستي والاستخباراتي والغطاء السياسي للجماعات الإرهابية، وضخَّت تلك الدول أموالًا هائلة في دعم الجماعات الإرهابية في دول كسوريا ومصر واليمن وليبيا. وخاطب عقيل شباب الأورومتوسطي وطالبهم بألا يفقدوا الأمل في إدراك طريق السلام والقضاء على الإرهاب والتطرف من جذوره، وعليهم دائمًا تذكر مقولة المناضل السلمي الأشهر المهاتما غاندي "يجب ألا تفقدوا الأمل في الإنسانية، إن الإنسانية محيط وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة، فلا يصبح المحيط بأكمله قذرًا". اختتم رئيس مؤسسة ماعت كلمته برسالة إلى العالم والمانحين وشركاء التنمية الدوليين بإعادة تخطيط استراتيجيتهم التمويلية وخططهم المستقبلية لمساعدة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني على تنفيذ تدخلات مؤثرة في إطار الغايات المحددة للهدف 16. وأكدت هاجر عبد المنصف مديرة وحدة الشؤون الإفريقية بالمؤسسة، أنه بالرغم من تواجد استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب منذ عام 2006، إلا أنها لم تنجح لا في وقف تلك العمليات الإرهابية أو حتى الحد من وقوعها. أوصت بضرورة إلزام الحكومات بتبني سياسات فاعلة لمواجهة الإرهاب والتطرف، نظرًا لأن الاستراتيجيات الأممية الحالية لمكافحة الإرهاب توجه الدول نحو تبني سياسات لمكافحة الإرهاب بشكل طوعي، وهو ما أثبتت التجربة عدم فعاليتها بشكل قوي ومؤثر.