يعد فرط نشاط الغدة الدرقية حالة تُنتج فيها الغدة قدرًا كبيرًا من هرمون الثيروكسين، الذي يمكن أن يُسرع فرط نشاطها في فقدان مفاجئ للوزن والشعور بضربات قلب سريعة أو غير منتظمة والتعرق والعصبية أو التهيج. ويمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب عدد من الحالات الطبية، والتي تشمل داء جريفز والورم الغدي السام (سمية فرط الدرقية) والتهاب الغدة الدرقية، وفقا لما جاء في موقع "مايو كلينك" الطبي. وتقع الغدة الدرقية في أسفل العنق وهي غدة على شكل فراشة، وأسفل تفاحة آدم مباشرة، بالرغم من لا يتعدى وزنها جرام، إلا أن الغدة الدرقية لها تأثير هائل على الصحة، حيث أن هرمونات الغدة الدرقية تنظم جميع جوانب عملية التمثيل الغذائي. وتنتج الغدة الدرقية نوعين رئيسيين من الهرمونات، هما الثيروكسين (T-4) و ثلاثي يودوثيرونين (T-3)، واللذان يؤثران على كل خلية من خلايا الجسم، وتحافظ على معدل استهلاك جسمك للدهون والكربوهيدرات، وتساعد على التحكم في درجة حرارة جسمك، وتؤثر على معدل ضربات القلب لديك، وتساعد على تنظيم إنتاج البروتينات، وتنتج الغدة الدرقية هرمونًا ينظم مستويات الكالسيوم في الدم. ويتم التحكم في معدلات إفراز الثيروكسين و ثلاثي يودوثيرونين من خلال الغدة النخامية، وهي منطقة تقع في أسفل الدماغ وتقوم بدور المنظم للنظام بالكامل، وترسل منطقة تحت المهاد إشارات للغدة النخامية لإنتاج هرمون يسمى هرمون تحفيز الغدة الدرقية، ومن ثم تفرز الغدة النخامية هرمون تحفيز الغدة الدرقية، و تعتمد كميته على مستوى هرمون الثيروكسين وثلاثي يودوثيرونين في الدم. وإذا لم يكن هناك هرمون ثيروكسين و ثلاثي يودوثيرونين كافيين في الدم، يرتفع هرمون تحفيز الغدة الدرقية؛ وإذا هناك كمية كبيرة من الهرمونين، فسوف ينخفض مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية، وأخيرًا، تنظم الغدة الدرقية إنتاجها من الهرمونات بالاعتماد على هرمون تحفيز الغدة الدرقية الذي تستقبل، وفي حالة مرض الغدة الدرقية وقيامها بإفراز الكثير من هرمون الغدة الدرقية من تلقاء نفسها، فسوف يظل مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية في الدم أقل من الطبيعي؛ وإذا كان الغدة الدرقية المريضة لا تستطيع إنتاج الكمية الكافية من هرمون الغدة الدرقية، فسيظل مستوى هرمون تحفيز الغدة الدرقية في الدم مرتفعًا. أسباب ارتفاع مستوى الثيروكسين: تفرز الغدة الدرقية في العادة الكمية المناسبة من الهرمونات، إلا أنها أحيانًا تنتج الكثير من الثيروكسين، وقد يحدث هذه بسبب مجموعة من الأسباب، منها: 1- داء جريفز: وهو اضطراب مناعة ذاتية ويطلق فيه جهاز مناعة المريض الأجسام المضادة لتحفيز الغدة الدرقية على إنتاج الكثير من الثيروكسين، هو السبب الأكثر شيوعا لفرط نشاط الغدة الدرقية. ويستخدم الجهاز المناعي عادةً الأجسام المضادة للمساعدة في الوقاية من الفيروسات والبكتريا والمواد الأخرى الغريبة التي تهاجم الجسم، في حالة داء جريفز، تهاجم الأجسام المضادة عن طريق الخطأ الغدة الدرقية وأحيانًا تهاجم النسيج الموجود خلف عيني المريض (اعتلال العين الدرقي) والجلد، وأحيانًا في الساقين فوق قصبة الساق (اعتلال الجلد الدراقي)، وليس هناك أسباب مؤكدة بالنسبة للعلماء عن أسباب داء جريفز، إلا أنه يحتمل وجود عدة أسباب، أبرزها الاستعداد الوراثي. 2- الورم الغدي السام: ويحدث هذا الشكل من فرط نشاط الغدة الدرقية عندما يفرز ورم غدي في الغدة الدرقية أكثر مما ينبغي من الثيروكسين، والورم الغدي هو جزء من الغدة والذي يفصل نفسه عن بقية الغدة، ويشكل كتل أورام غير سرطانية (حميدة) والتي قد تتسبب في تضخم الغدة الدرقية، لا تتسبب جميع الأورام الغدية في إنتاج الثيروكسين الزائد، وليس هناك سبب مؤكد للأطباء من التسبب ببعض الأورام الغدية في إنتاج الكمية الزائدة من الهرمون. 3- التهاب الدرقية: التهاب الغدة الدرقية في بعض الأحيان بدون أسباب معروفة، قد يتسبب الالتهاب في تسرب مخزون هرمون الغدة الدرقية الزائد إلى مجرى الدم، وهو أحد الأنواع النادرة لالتهاب الغدة الدرقية، ويعرف باسم التهاب الدرقية الورمي الحبيبي تحت الحاد، يسبب ألمًا في الغدة الدرقية، والأنواع الأخرى غير مؤلمة وقد تحدث في بعض الأحيان بعد الحمل (الالتهاب الدرقي ما بعد الولادة). ويميل فرط نشاط الغدة الدرقية، وخاصة داء غريفز (الدُّرَاق الجُحُوظِيّ)، وذلك لأنه اكثر أنتشارًا بين أفراد الأسرة وهو أكثر انتشارًا عند النساء أكثر من الرجال، في حال إصابة شخص آخر من أسرتك بمرض الغدة الدرقية، تحدث مع طبيبك بشأن ذلك فيما يتعلق بصحتك، وما إذا كان لديه أي نصائح لمراقبة وظائف الغدة الدرقية.