سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العثماني المغرور ينحني.. مسرحية محاكمة القس الأمريكي تفضح ضعف وخداع أردوغان.. القضاء التركي يبرئ برونسون في دقائق بعد عامين من السجن الظالم.. وصحف أمريكية توقعت السيناريو
صحف أمريكية: إطلاق سراح القس تم في إطار صفقة لرفع العقوبات الاتفاق تم خلال لقاء ترامب وأردوغان على هامش اجتماعات الأممالمتحدة برونسون يغادر تركيا إلى ألمانيا قبل عودته إلى الولاياتالمتحدة المسرحية تفضح زيف مزاعم أردوغان حول استقلال القضاء التركي "مسرحية".. هكذا وصفت قناة "سكاي نيوز" محاكمة القس الأمريكي أندرو برانسون في تركيا، بعد عامين من احتجازه باتهامات واهية، أسقطتها سلطات الادعاء والقضاء التركية في جلسة قصيرة اليوم، لينكشف مدى تسييس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقضية في إطار توتر علاقاته مع الولاياتالمتحدة. وقالت "سكاي نيوز" إن "مسرحية" محاكمة القس الأمريكي أندرو برانسون، والتي انتهت فصولها الجمعة، بالإعلان عن إطلاق سراح القس، كشفت فصلا جديدا من مسلسل الخداع الذي يلعب بطولته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتصريحات "نارية خادعة" بعيدة عن الواقع. فقبل ساعات من صدور الحكم التركي بإطلاق سراح برانسون، الجمعة، أكدت تقارير صحفية أمريكية إبرام صفقة بين واشنطنوأنقرة، يتم بموجبها الإفراج عن القس مقابل رفع الإجراءات العقابية التجارية الأمريكية تجاه تركيا. وكشف مسئولان أمريكيان كبيران لصحيفة "واشنطن بوست"، الخميس، أنهما على علم بقرار الإفراج عن برانسون، ورسما المسار الذي تبعه القضاء التركي تماما يوم الجمعة، ليؤكدا حدوث الصفقة. وقالت الصحيفة الخميس إن المحكمة ستصدر حكما مخففا على برانسون، بما يكفل له الحرية بعد ما قضاه على ذمة القضية، ويسمح له بالرحيل عن تركيا والعودة إلى الولاياتالمتحدة، وهو ما حدث بالفعل، حيث حكم على الرجل بالسجن 3 سنوات وشهر و15 يوما، مما يعني أنه تم إطلاق سراحه، لأنه وفق القانون التركي، فإن من يحكم عليه ب3 سنوات، يطلق سراحه بعد عامين من السجن، وهو ما قضاه برانسون فعليا. وكانت محطة "إن.بي.سي نيوز" قد ذكرت وفي وقت سابق الخميس، أن الولاياتالمتحدةوتركيا، توصلتا لاتفاق يطلق بموجبه سراح برانسون، وتسقط اتهامات بعينها موجهة له خلال الجلسة المقبلة من محاكمته المقرر عقدها الجمعة. ونقلت المحطة عن مسئولين، وشخص ثالث على اطلاع بالأمر، توقعهم بأن يعود برانسون إلى منزله في ولاية نورث كارولينا، خلال الأيام المقبلة، بعد إفراج الحكومة التركية عنه. وأوضحت المصادر، أن الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الجاري، يقضي بإسقاط القضاء التركي في جلسة الجمعة، عددا من التهم الموجهة لرجل الدين الأمريكي. وهاجم أردوغان في أكثر من مناسبة الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددا على أن مصير برانسون بيد القضاء وحده، نافيا بشكل قاطع وجود صفقة أمريكية تركية بخصوص الأمر. وصّرح في يوليو الماضي: "في رأيي هذه حرب نفسية ولن نتراجع مع العقوبات الأمريكية، ونحن لم نساوم في قضية برانسون". وفي تغريدة على حسابه بتويتر، قال أردوغان: "إن من يظنون أن بإمكانهم ردعنا باستخدام لغة التهديد أو فرض عقوبات لم يعرفوا هذا الشعب بتاتا". وأضاف: "من الواضح أن من يتهموننا بعدم معرفتنا بحيثيات النظام الأمريكي لا يعرفون شيئا عن تاريخ أمتنا. ونحن لن ننحني بتاتا لهذا النوع من الضغوطات". ووفقا لوسائل إعلام تركية، فقد صرّح الرئيس التركي، الخميس، خلال لقائه عددا من الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة أجراها للمجر: "تركيا دولة قانون، وعلى الجميع احترام القرار الذي سيصدر بحق القس الأمريكي أندري برانسون الذي يحاكم في تركيا بقضايا تجسس وإرهاب". وأوضح أن القانون يطبق على الجميع في تركيا، وأنه لا يمكن لأحد التدخل في قرارات الأجهزة القضائية، بما في ذلك رئيس الجمهورية. وفي يوليو، حذر أردوغان الولاياتالمتحدة، من أن فرض عقوبات لن يجبر أنقرة على "التراجع"، ونقلت صحيفة حرييت التركية عنه: "على الولاياتالمتحدة ألا تنسى أنها يمكن أن تخسر شريكا قويا ومخلصا مثل تركيا ما لم تغير موقفها". وبيّن أن: "تغيير الموقف مشكلة ترامب، وليس مشكلتي"، واصفا التهديدات الأمريكية ب"الحرب النفسية". لكن يبدو أن أردوغان أدرك أن مصالحه المتشابكة مع الولاياتالمتحدة، بدءا من كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي، مرورا بالملف الكردي في الحرب السورية، فضلا عن قضية رجل الدين التركي المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن، وانتهاء بالعقوبات الأمريكية التي ساهمت في فقدان الليرة التركية ل40 في المئة من قيمتها هذا العام، جعلت الرئيس التركي يلجأ لطريق الخداع المعتاد، والظهور كبطل قومي أمام شعبه في الوقت الذي يفاوض فيه الولاياتالمتحدة على إنهاء عقوباتها. وقال شاهد إن طائرة تقل القس الأمريكي آندرو برانسون أقلعت من مطار في إقليم إزمير في غرب تركيا في وقت متأخر من مساء الجمعة بعد ساعات من إصدار المحكمة أمرا بالإفراج عنه. وقال إسماعيل جيم هالافورت محامي برانسون إن موكله سيسافر إلى ألمانيا حيث سيبقى لمدة يومين ثم يسافر إلى الولاياتالمتحدة.