كانت الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، مولعة بكل ألوان الفن " رقص، غناء، استعراض، تمثيل"، فكانت تتمتع منذ طفولتها بمهارات مميزة في التمثيل فضلا عن حسها الفكاهي والأداء الغنائي، حتى أنها كانت تقدم كل هذه العروض في السيرك المتحرك لوالدها الذي ورثه عن جدها، ولكن كان حلم الغناء المحترف دائما ما يراودها. انتهزت لهاليبو السينما المصرية التي حلت أمس 7 أكتوبر ذكرى ميلادها الفرصة وغنت في بعض الأفلام التي قامت ببطولتها ولكن كانت أغان بسيطة، برغم أنها كانت تعرف أن صوتها عذبا، وكان أفراد أسرتها وأصدقاؤها الموسيقيون بشهدون لها بصوتها الجميل. وعن أول أغنية سجلتها في حياتها، تقول نعيمة عاكف في مقال لها نشر بمجلة الكواكب عام 1956: "عندما سجلت اللحن الأول أمام ميكروفون السينما أصابني خوف شديد لدرجة أنني طلبت أن يتم إعادة تسجيل اللحن خمس مرات.. وهو رقم قياسي في عالم تسجيل الألحان". كان تسجيل هذه الأغنية في فصل الشتاء، وكان الجو باردًا جدًا، ولكنها أصرت على أن ينتهى المختصون من إعداد الاغنية لتسمعها في نفس اليوم، وبالفعل سهر موظفو الاستديو الفنيون وسهرت نعيمة معهم في الاستديو. محاولات نعيمة المستمرة لإنهاء إعداد الأغنية في نفس اليوم، بسبب عدم صبرها حتى تسمع صوتها بعد عدة أيام، وبالفعل انتهى المختصون من إعداد الأغنية بعد منتصف الليل، وعندما سمعت نعيمة التسجيلات الخمس فرحت فرحا شديدا، مؤكدة "لم أنم ليلتها من الفرح".