سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاختطاف .. سلاح الصين الأقوى في الإطاحة بالمعارضين.. الحزب الشيوعي يعترف بخطف رئيس الإنتربول بعد اختفائه في ظروف غامضة.. هونجوي ليس الأخير وأمريكا تلتزم الصمت
الحزب الشيوعي يعترف بخطف رئيس الإنتربول بعد اختفائه في ظروف غامضة وسط صمت أمريكي.. تزايد حالات الاختطاف يثير مخاوف من نظام شي بينج على مدار اليومين الماضيين، تصدر اسم رئيس جهاز الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول"، مينج هونجوي، عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية، عقب وصوله إلى بلاده الأسبوع الماضي، وإعلان السلطات الفرنسية فتح تحقيق موسع بعد أن أبلغتها عائلته بفقدان الاتصال معه منذ أن ترك مقر الإنتربول، في مدينة ليون الفرنسية، في رحلة إلى الصين قبل أسبوع. وقبل أن تعترف لجنة الانضباط والتفتيش المركزي في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، اليوم الأحد، بأنها ألقت القبض عليه باتهامات بخرق القانون، سرعان ما أشارت أصابع الاتهام إلى السلطات الصينية التي يتهمها بأنها تنتهج وسائل غير مشروعة في الإطاحة بالشخصيات العامة والسياسية، التي يضعها نظام الرئيس شي تشينج بينجن على قوائمه السوداء، والتي تعيش إما في الداخل أو الخارج، ومنهم المعارضون السياسيون الذين فروا من البلاد. في يناير 2017، اختفى الملياردير الصيني الكندي، شياو جيان هوا، من شقته الفاخرة ب هونج كونج، فقد أكدت مصادر مسئولة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن مجموعة أشخاص مجهولين قاموا باختطاف جيان هوا في بهو شقته بعد أن خدروه وغطوا رأسه بقماشة سوداء ثم أقعدوه على كرسي متحرك، ونقلوه إلى سفينة متجهة إلى الصين. ورغم أن أسرته أبلغت السلطات الصينية باختفائه، إلا أنه بعد عام من تلك الواقعة، ظهروا فجأة لينفي واقعة اختطافه من قبل السلطات، وهو ما أثار الشكوك حول هذا الحادث. وفي 2015، اختفى الكاتب والروائي والناشر والناشط سياسي صيني الشهير الحاصل على الجنسية السويدية ميج مينهاي، في ظروف غامضة أثناء تواجده في تايلاند عام، وهو أحد خمسة أشخاص اختفوا أيضًا في ظروف مماثلة فيما عرف بعد ذلك إعلاميًا بقضية "اختطاف مسئولي دار نشر كوزواي"، وهي القضية التي كادت أن تشعل أزمة دبلوماسية بين الصين وبريطانيا بسبب مخاوف الأخيرة من انهيار نظام "صين واحدة، نظامان مختلفان" وهو مبدأ دستوريٌّ وضعه الزعيم الأعظم لجمهورية الصين الشعبية دينج شياو بينج بهدف إعادة توحيد الصين خلال مطلع الثمانينيات. أظهرت لقطات مصورة التقطتها كاميرات المراقبة بشوارع تايلاند، مينهاي وهو يتعرض للاختطاف من قبل رجل مجهول الهوية، وفي 6 نوفمبر 2015، تلقت زوجته اتصالًا هاتفيًا من رقم محجوب، ليتضح أنه مينهاي يخبرها أنه بصحة جيدة لكنه رفض الكشف عن مكان تواجده، لتقوم أسرته بالإبلاغ عن اختطافه إلى السفارة السويدية، التي قامت بدورها بإبلاغ "الإنتربول". وفي مطلع عام 2016، نشرت وكالة "شينخوا" الصينية تقريرًا أكدت فيه أن السلطات الصينية ألقت القبض على شخص يدعى مينهاي واتهمته بارتكاب جريمة قتل في ديسمبر 2003، حيث قام بدهس طفلة بسيارته، ولم يمر وقت طويل حتى ظهر مينهاي على التلفزيون الرسمي الصيني ليؤكد أنه ارتكب الجريمة وأنه لم يتعرض للاختطاف بل سلم نفسه بإرادته، وهو الأمر الذي قوبل بشك كبير من قبل المنظمات الدولية، في حين صرح صديقه بأنه تعرض للاختطاف فعلا ولكن لآرائه السياسية المعارضة وليس لارتكابه الجريمة. ولم يمر وقت طويل حتى طلبت السويد من الصين أن تتعامل بشفافية في هذه القضية، ووصفت وزيرة الخارجية السويدية، مارجو والستروم، الاعترافات بأنها غير مقبولة وكاذبة، وبحلول فبراير 2016 أكد التلفزيون الرسمي الصيني أن مينهاي يواجه اتهامات بإدارة "عمل غير مشروع". وفي 2002، اختفى الناشط السياسي والمنشق عن الحزب الشيوعي الصيني، وانج بينزاج أثناء تواجده في فيتنام، وسرعان ما تبين أن الاستخبارات الصينية دبرت لاختطافه هو واثنين من أصدقائه، لتعلن السلطات الصينية بعدها أنها ألقت القبض عليه، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة والإرهاب. وبعد ذلك بعامين، اختفى المعارض الصيني البارز، بينج مينج، خلال تواجده في مينامار، وتبين بعد ذلك أن السلطات الصينية اختطفته وألقت القبض عليه، إلى أن فارق الحياة في السجن عام 2016، وذلك دون معرفة أي سبب للوفاة حتى الآن. وعلى مدار الشهر الماضي، اشتعل الوسط الفني الأمريكي والعالم بأنباء اختفاء الممثلة الصينية الشهيرة، فان بينج بينج الملقبة بصاحبة أغلى وجه في العالم، حيث كان آخر ظهور لها في مستشفى للأطفال في 23 يوليو الماضي، وأكدت وسائل الإعلام العالمية أنها محتجزة من قبل الحكومة الصينية بسبب استخدامها ما يسمى بعقود "يين- يانج" المتعلقة بالتهرب الضريبي من صناعة السينما. إلا أنها خرجت عن صمتها مؤخرًا ونفت تلك الشائعات قائلة: "لقد عانيت مؤخرًا من ألم غير مسبوق، وأخذت وقتا طويلا للتفكير بعمق. أشعر بالخجل الشديد مما فعلت، وأقدم خالص اعتذاري للجميع... لفترة طويلة من الزمن، لم أتحمل مسئولياتي التي تقتضي حماية مصالح بلدي، ومجتمعي، وأثرت مصلحتي الشخصية". ومنذ أيام، أعلنت السلطات الصينية فرض غرامة على بينج تقدر بنحو 70 مليون دولار، وأمرتها برد ضرائب تزيد على 255 مليون يوان. ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن حوادث الاختطاف المتزايدة أثارت انتباه ومخاوف وزارة الخارجية الأمريكي، على الرغم من أنها لا تزال ملتزمة الصمت في هذا الصدد، حتى لو أن قضية كبيرة مثل قضية مينهاي أثيرت في مجلس الشيوخ الأمريكي من قبل اللجنة التنفيذية المسئولة عن الملف الصيني في الكونجرس. وبنظرة شاملة على جميع قضايا الاختطاف، يلوح لنا أن معظم المواطنين الصينيين الذي اختفوا في ظروف غامضة في الخارج، يظهرون بعد فترة ويواجهون اتهامات تتعلق بالفساد أو انتهاكات مالية، وهو ما ينكره الغرب باستمرار معتبرًا أنها بشكل ما او بآخر ملاحقة سياسية من قبل الحزب الشيوعي الصيني، حسبما ذكرت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية. وتقول "فورين بوليسي" إنه من الصعب تحديد متى بدأت هذه السياسة في الإطاحة بالمعارضين، وذلك لأن ضحاياها وأسرتهم لا يتحدثون عنها كثيرًا لوسائل الإعلام خوفًا من نظام شي بينج، ومع ذلك فإن أول قضية لوحت بوجود مثل هذه السياسة كانت في 2005، عندما اتهم، شين يونجلين الدبلوماسي الصيني المنشق والهارب إلى أستراليا، اتهم السلطات باختطاف لان مينج، نجل لانج فو نائب محافظ مدينة شيامن الصينية، عبر قارب وإلقاءه في السجون الصينية. وأكد يونجلين أن الصين اختطفت مينج كوسيلة ضغط لإجبار والده لمغادرة أستراليا والرجوع إلى موطنه الأصلي والخضوع للمحاكمة بتهمة الفساد، وهو ما حدث بالفعل عام 2000، ليعود المسئول السابق إلى غياهب السجون ويظل بها حتى الوقت الحاضر.