لم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بتحقيق الإخاء بين المسلمين حينما دخل المدينةالمنورة وإنما وضع ميثاقًا لكل سكان المدينة، يوضح ما لهم، وما عليهم، ويعرفهم بمصدر الحكم والتوجيه، ويجدد لهم وسائل التعامل داخل المدينة وخارجها، حتى عد بعضهم هذا الميثاق بأنه أول دستور إسلامي شرعه الله تعالى لحكم دولة الإسلام في المدينة . هذه الوثيقة تبين أن مواطني الدولة الإسلامية هم المسلمون وغيرهم، وأن الجميع مسئولون عن ضمان الحقوق داخل المدينة وتنظم الوثيقة العلاقة بين قبائل المدينة جميعًا، وفي إطار قبول الجميع لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي يضمن لكل انسان دينه وكرامته وحريته. وبوضع هذا الميثاق وإحاطة جميع القبائل به وقبولهم جميعا لبنوده يكون قد تم تحديد مسار الجميع، ومعرفة كل فرد في المدينة لما له، وما عليه، وبهذا الميثاق بدأت الملامح السياسية لدولة المدينة تترسخ، وتخضع لحكم تشريع واحد هو الإسلام، ويقودها إمام واحد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والكل فيها مواطنون يتمتعون بحقوق المواطنة، وعليهم واجبات . وقد تضمن هذا الدستور اثنين وخمسين مادة اوردها ابن هشام فى سيرته وابن القيم فى كتابه( زاد الميعاد) عدت كل طوائف المدينة وقبائلها مهما كانت ديانتها وضمن لكل منهم ان يتحاكموا الى ما صار بينهم عرفا فاطمأن لهذة الصحيفة جميع من سكن المدينة وصاروا مجتمعا واحدا بحكمة النبى صلى الله عليه وسلم وسعة وصدره ...وهذة بعض بنود الصحيفة ومصدرها اسلفت ذكره. بسم الله الرحمن الرحيم 1- هذا كتاب محمد النبي رسول الله، وبين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعه، فلحق بهم وجاهد معهم. 2- إنهم أمة واحدة من دون الناس. 3- المهاجرون من قريش على ربعتهم "حالهم"، يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم "أسيرهم" بالعروف والقسط بين المؤمنين. 4- وبنو عوف على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. 5- وبنو الحارث بن الخزرج على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالقسط والمعروف بين المؤمنين. 6- وبنو ساعدة على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. فهل اتبعتم هدى النبى وسنته فى دستوركم يا تيار الإسلام السياسى فى مصر أم امتطيتم ظهر الشريعة وجعلتموها مطية لأهدافكم وتفرضون دستورا قسم المجتمع قبل صدوره؟؟؟؟