النائب العام: لا أقبل أن يكتب في تاريخ مصر نجاح أعضاء النيابة في إبعاد نائب عام بهذا الأسلوب أيمن الصياد: عدول النائب العام عن استقالته "كارثة" وسقوط لهيبة القضاء أعلن المستشار طلعت عبد الله النائب العام، أن السبب الرئيسي لعدوله عن استقالته التي كان قد تقدم بها يوم الاثنين الماضي إلى مجلس القضاء الأعلى، هو أنه كان قد تقدم بها تحت وطأة الضغوط وفي ظل ظروف غير عادية. وأشار النائب العام - في تصريحات له اليوم - إلى أنه لا يقبل أن يكتب في تاريخ مصر أن مجموعة من أعضاء النيابة العامة قد نجحت بهذا الأسلوب الذي حدث معه في دار القضاء العالي مساء الاثنين الماضي، في إبعاد النائب العام عن منصبه، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وحتى لا يكون ذلك سنة متبعة مع أي نائب عام آخر يتقلد المنصب بعده. وذكر المستشار عبد الله إنه لم يحضر اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي عقد اليوم بصورة استثنائية للنظر في هذا الطلب، وذلك استشعارا منه للحرج، وحتى يقول المجلس كلمته وفق رؤيته وبحرية تامة. وكان المستشار محمد عيد محجوب الأمين العام لمجلس القضاء الأعلى قد أعلن أن المستشار طلعت عبد الله النائب العام، قدم اليوم إلى المستشار محمد ممتاز متولي رئيس مجلس القضاء الأعلى، طلبا يعرب فيه عن العدول عن استقالته التي كان محددا لعرضها على المجلس يوم الأحد القادم. وأوضح المستشار عيد محجوب في تصريح له اليوم أنه على اثر ذلك دعا رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى اجتماع طارىء لبحث هذا الطلب الأخير، وانتهى المجلس إلى إرسال الأوراق برمتها إلى المستشار أحمد مكي وزير العدل للنظر فيها طبقا لقانون السلطة القضائية. وكان المستشار طلعت إبراهيم النائب العام الجديد قد اعلن تقدمه باستقالته إلى مجلس القضاء الأعلى وجاءت الاستقالة بعد اعتصام عدد من وكلاء النيابة العامة أمام مكتب النائب العام . وعقب النائب العام علي قراره بأنه فضل الاستقالة من منصبه حفاظًا على كرامة المنصب وليس بسبب احتجاجات وكلاء النيابة الأخيرة التي تمت في دار القضاء الأعلى. وأكد إبراهيم وفقا لتصريحات أذاعها برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، أنه في حالة رفض مجلس القضاء الأعلى لاستقالته ففي ذلك الوقت سيكون هناك موقف جديد سوف يتخذه. وأشار النائب العام إلى أن أكثر من 30 قيادة في النيابة العامة قد طلبت إنهاء ندبها وفقد التواصل مع وكلاء النيابة بسبب تلك الأحداث. وقال في نهاية حديثه إن عودته من الإعارة لم تكن لها علاقة بتعيينه في منصب النائب العام وأنه عرف ذلك الخبر بعد وصوله إلى قصر الرئاسة. ومن جانبه أكد أيمن الصياد الكاتب الصحفى والمستشار السابق لرئيس الجمهورية، أنه ربما يكون النائب العام تعرض لضغوط لتقديم استقالته، أو أنه قدمها تحت تهديد السلاح. وأضاف أنه اذا كان قدم استقالته تحت تهديد السلاح فإن هذا الامر لايمكن قبوله ، أو أنه لم يتعرض لشيء وعدل عنها مؤكدا ان كلا الامرين كارثة. وأوضح أنه عندما تُسقط الدولة هيبة القضاء، فان الناس تتصور أن عليهم أن يأخذوا حقوقهم بأيديهم مما يفقد الدولة أهم أسباب وجودها. وكتبت الصياد عبر تغريدته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر: "إما أن الاستقالة كانت "تحت تهديد السلاح"، وهذا لا يمكن قبوله. أو أنها لم تكن كذلك، وجرى العدول عنها. وهذا أيضا لا يمكن قبوله. الحالتان كارثة". وعلق أحمد خيرى المتحدث الرسمى باسم المصريين الاحرار تراجع النائب العام عن استقالته بالقول "جنت على نفسها براقش". وكتب خيرى عبر تغريدته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر،أنه يعتقد انه لو تراجع النائب العام عن استقالته فإنه قد جنت على نفسها براقش. وأكد أن الكرة الآن فى ملعب قضاة مصر والنواب متسائلا: هل يقبلون باستمرار انتهاك استقلال القضاء والتدخل التنفيذى فى شئونهم؟. وكان النائب العام المستشار طلعت عبد الله النائب العام، قدم اليوم الخميس إلى المستشار محمد ممتاز متولي رئيس مجلس القضاء الأعلى، طلبا يعرب فيه عن العدول عن استقالته التي كان محددا لعرضها على المجلس يوم الأحد القادم.