* الشرطة الصينية تقبض على 17 شخصًا من جماعات دينية ب"بكين" بتهمة نشر شائعات عن نهاية العالم * مواطن صينى يصنع 26 سفينة للهروب سعر الواحدة 5 ملايين يوان صيني * الفرنسيون يحتمون بمخبأ "شوننبورج" و7 يورو رسم الدخول * الروس يتحايلون على النبوءة بالشموع والملح والمصابيح مازالت خرافة نهاية العالم تثير فزع عدد من الصينيين، خاصة قبل يوم واحد من الموعد المحدد لها بحسب حضارة المايا، والتي أشارت إلى أن دورة حياة الأرض ستنتهي غدا الجمعة 21 ديسمبر الحالي، حيث تصاعد تأثير وواقع هذه الخرافة بشكل يومي وأصبحت مثار جدل واسع خلال الأيام القليلة الماضية وانتشرت بشكل كبير بين الأوساط الشعبية، رغم نفي الخبراء في الصين ومن جميع أنحاء العالم، لكن على الجانب الآخر كما يقول المثل الشعبي "مصائب قوم عند قوم فوائد" فوسط الأزمة ظهرت جماعات من المستفيدين من ترويج هذه الشائعة، عبر الترويج لمنتجات وهمية ووسائل إنقاذ وغيرها كأفضل الطرق لمواجهة نهاية العالم. وخلال الترويج للخرافة التي تناولتها كافة وسائل الإعلام الصينية، وجدت صدى وتأثيرًا فيوجد من أمن بها وأسرع ببناء "سفينة نوح"، بينما منحت مؤسسات وشركات عطلات "يوم القيامة"، وصرفت العديد من مكافأت نهاية الخدمة للعاملين بها، حتى أن المؤسسات أصدرت "دليل البقاء على قيد الحياة"، كما عززت تنبؤات المايا بنهاية دورة حياة الأرض مبيعات الكتب المتعلقة بفكرة "يوم القيامة"، وانتشرت أعداد كبيرة من المؤلفات حول هذا الموضوع في الأسواق الصينية والمكتبات، منها ما هو قيم ومنها ما هو مجرد عبث بعقول الناس، وشهدت مبيعات كتب يوم القيامة، والروايات التي تتوقع سيناريوهات النهاية باللغات الصينية والإنجليزية. وفي إطار زخم الأحداث، تحاول الشرطة مواجهة تداعيات هذه الخرافة، ففي العاصمة الصينية بكين أعلنت الشرطة اليوم الخميس أنها اعتقلت 17 عضوا من جماعات دينية في حي تشانغبينغ ببكين بتهمة نشر شائعات عن نهاية العالم، وقالت إن هذه الجماعة أنشئت في عام 1990 في مقاطعة خنان بوسط الصين ووعدت من ينضمون لها بالخلاص قبل موعد نهاية العالم. على جانب أخر، فرغم تكرار الكثير من الخبراء ومؤسسات الأبحاث العلمية نفيها لشائعة نهاية العالم، إلا أن الأصوات العلمية اختفت في أمواج التجارة وانتشرت الشائعات بشكل كبير، حيث يستفيد تجار من استخدام مثل تلك الشائعات للترويج لمنتجاتهم، ولا ينظرون إلى تلك الشائعة على أنها حقيقة بل على أنها فرصة تجارية يجب استغلالها. ومن هذه الأمثلة يوجد مواطن صيني يدعى يانغ تسونغ فو يروج إلى صنع "سفينة نوح" بمدينة ييوو التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وقال إن حوالي 26 سفنية قد تم حجزها، يتراوح سعر الواحدة 5 ملايين يوان صيني، موضحا أنه على الرغم من أنه شخصيا لا يصدق هذه الشائعة، إلا أن زبائنه يحثونه على الإسراع في تسليمهم سفنهم قبل يوم 21 ديسمبر الحالي، وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت ألاف الأنواع من السلع المتعلقة بمواجهة نهاية العالم على موقع "تاو باو" الصيني للتسوق الإلكتروني. من جانبه، قام صانع أثاث قروي من أحد مناطق الصين بتصميم وصناعة حجرة كبيرة "على هيئة كرة ضخمة" للنجاة من نهاية العالم المرتقبة حسب تقويم المايا، ويقول "إن كرته المصنوعة من الصلب والألياف الزجاجية والفلين قادرة على الصمود أمام الأعاصير والزلازل والتسونامي والصقيع، كما أن مساحتها الداخلية تسمح باحتواء 30 شخصا مع مؤونتهم من الغذاء والماء لمدة شهرين، وهى مزودة بالأوكسجين ونظام تهوية، فيما أكد محللون أنه لا يتبقى للجميع سوى الانتظار غدا لرؤية خيبة الأمل في عيون من صدقوا هذه الخرافة واختفاء "تجار الأزمة" الذين حققوا مكاسب مالية باهظة استغلالا لسذاجة الكثيرين. ومن عدة ايام اصاب الأوروبيون الهلع بعد علمهم بالنبوءة وأخذوا يبحثون عن مخابئ يختبئون فيها من شر النبوءة المزعومة. حيث أكد المسئولون عن مخبأ شوننبورج على مشارف بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا على الحدود بين فرنساوألمانيا أنهم سيفتحون المخبأ لمن يريد التحصن به ضد أحداث يوم القيامة الذي يعتقد البعض انها سوف تقع بعد غد الجمعة، على حد قولهم. وأوضح ايريك هالتر من اتحاد أصدقاء خط ماجينو الذي يضم عددا كبيرا من التحصينات والمخابئ على الحدود الفرنسية مع ألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وإيطاليا التي شيدت في أعقاب الحرب العالمية الأولى تحسبا لحدوث هجوم من هذه الدول على فرنسا أن "المخبأ يمكن أن يوفر حماية للمتحصنين به في حالة إذا ما اشتعل العالم فعلا". وتنبأ بعض ممن يسمون بالغيبيين أو أصحاب العلوم الروحية بوقوع يوم القيامة في الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري الموافق بعد غد الجمعة وذلك اعتمادا على تقويم خاطئ لما يعرف بتقويم حضارة مايا، جواتيمالا حاليا. وسيفتح الحصن الخرساني أبوابه الثقيلة بالفعل في تمام الساعة الثامنة مساء يوم غد الخميس بتوقيت وسط أوروبا ليسمح للراغبين في الاختباء به في البقاء هناك حتى الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة. وسينظم أصدقاء هذا المخبأ الموجود تحت الأرض جولات إرشادية داخله لدفع الملل عنهم "فهناك مدينة تمتد على مساحة أكثر من ثلاث كيلومترات مربعة" حسبما أوضح هالتر الذي يتوقع قدوم عدة آلاف من الراغبين في الاختباء بالحصن. ورغم أن الحصن الذي أعد في الأساس تحسبا لحدوث انفجار نووي مزود بالكهرباء والماء والهواء إلا أن هالتر لا يستطيع الجزم بما إذا كان هذا الحصن قادرا على مواجهة نهاية العالم حسبما يتوقع المؤمنون بذلك ولكنه أكد أن دخول الحصن لن يكون مجانا وأن جمعية أصدقاء خط ماجينو تفرض رسوم دخول بواقع 7 يورو للشخص البالغ و 5 يورو للطفل. من جانبها قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الشعب الروسي خائف من تحقق نبوءة شعب "المايا" القائلة بأن يوم القيامة سيكون 21 ديسمبر الجاري. وذكرت الصحيفة أن الشعب الروسي في جميع أرجاء الدولة مشغول لأكثر من شهر في شراء الشموع والملح والمصابيح اليدوية، تحايلا منهم على نبوءة يعتقد البعض بأنها ستتحقق مع انتهاء تقويم المايا يوم الجمعة المقبل. ففي مدينة نوفوكوزنتسك الشهيرة بمناجم الفحم، أُفرِغت أرفف المحال التجارية من سلعة الملح الشهر الماضي حيث بدأ السكان يعدون العدة للبقاء حتى بعد نهاية العالم. وقالت الصحيفة إن الحكومة اضطرت لتوجيه مسؤوليها بضرورة العمل على تهدئة تلك المخاوف، بينما يمضي الأفراد الروس قدماً في شراء المؤن وتخزينها تحسباً لقيام الساعة. والمايا قبائل هندية أسست حضارة مدنية بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي. ويسكن شعب المايا في أجزاء كبيرة من منطقة أمريكا الوسطى التي تعرف حالياً بغواتيمالا ودولة بليز وهندوراس والسلفادور. وحث وزير الطوارئ فلاديمير بوشكوف الروس للاتصال بخط وزارته الساخن إذا داهمتهم أي مخاوف. وقال نائبه سيرجي أنيكييف "نحن لا نؤمن بخرافة نهاية العالم، لكننا على استعداد لمساعدة الناس تحت أي ظرف طارئ". وأبدى ألكسندر كولومييتس نائب رئيس الاتحاد الروسي للأطباء النفسانيين أسفه للهوس الذي استبد ببلاده بشأن نبوءة نهاية العالم، قائلاً إن "هناك أناساً عرضة للأمراض العقلية، وأحسب أن معظمهم موجودون في بلدنا هذا".