ترسم سلمى سامح منذ طفولتها، معرفتها للقلم في الصغر أنه أداة للرسم، وليس لتعلم الحروف الأبجدية، ليزيد اهتمامها بالمجال ويتطور عاما بعد عام، واعتمدت على نفسها دون اللجوء لأي برامج تدريب خارجية. بدأت ذات 22 عاما مشوارها بالفوز في مسابقات على مستوى المدرسة بالمرحلة الابتدائية والإعدادية، ليلمع نجمها في مرحلة الثانوية العامة، وتفوز بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية. حبها الواضح للرسم كان يجبر كل من يتعامل معها على احترام موهبتها قائلة: " بنسي نفسي قدام كراسة الرسم الصغيرة والألوان الخشب"، مما شجع أهلها على دعمها لتطور موهبتها، فحرصوا دائما على توفير كل ما تحتاجه ابنتهم من ألوان وأدوات لتطوير أدائها، إلى جانب الدعم المعنوي، فسبب حبها لهذا المجال هو والدتها فكانت تحضر لها وهي صغيرة كراسة رسم وألوان وترسم لها الخطوط صغيرة لتسير عليها وتلونها. قالت "سلمى" في حديثها ل«لصدى البلد» إن جزءا هاما من أحلامها كان الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وكانت على ثقة بالقبول، فلوحاتها تتحدث عن موهبتها، ولكن مالم تتوقعه حدث، ورسبت في الاختبارات، لتمر بفترة سيئة للغاية، وسيطرت عليها حالة من الاكتئاب والصدمة، لأن جميع الشروط تتوفر فيها للقبول ومنها المجموع، وكان أكبر مما تتطلبه الكلية، لتتوقف عن الرسم بعد هذه الصدمة. وأضافت صاحبة المركز الثالث على الجمهورية، أنها بعد فترة قررت تحدي الظروف، لتحقيق ما تتمنى دون برامج تدريبية أو دراسة، ولتثبت لنفسها بأنها ليست المقصرة، وأن مستواها تطور بشكل ملحوظ، فبدلا من الرسم بالرصاص فقط، أصبحت ترسم بكل الألوان، الخشب، والزيت، واكريليك، وألوان زجاج، وفحم، وترسم على كل شيء، خشب، وقماش، وكانفاس. وبدخول المرحلة الجامعية، بدأ التحدي الأكبر بالنسبة لها فاشتهرت في الجامعة بلوحاتها وموهبتها مما أعطاها دافع لتكمل. وبدأت بنشر رسوماتها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» مما حقق نجاحا نسبيا لأعمالها، وأكثر رسمة أثرت بالناس عبارة عن رسمة بالزيت لأمرأة عجوز. واعترضت سلمى على استخدام الرسم كأداة لتحقيق الشهرة، وأن ترسم فنانين وترسل الصور لهم ليتشاركوها، وذلك لأنها ترسم حبًا في الرسم وليس هدفها الشهرة، مؤكدة أن الرسم أرقي من أن يكون أداة للشهرة من خلال المشاهير فهو رسالة وليس مجرد ملامح تنقلها على ورق. وتسعى سلمى لأن يكون لها معرض خاص للوحاتها، ومقر لتعليم الرسم للأطفال ولذوي الاحتياجات الخاصة.