يزداد إحساس المجتمع الدولي بأن الأزمة السورية سوف تجد حلها الحتمي في فترة زمنية وجيزة باستيلاء المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد أو قتله على حد تعبير متحدث أمريكي... بعد أن أوشكت قوات الثوار المتمركزة في الغوطة وريف دمشق علي إحكام حصارها علي مدينة دمشق وتهديد مطارها الدولي الذي توقفت فيه حركة الطيران بعد أن أصبح هو والطرق المؤدية إليه في مرمي نيرانها، وثمة استعدادات عسكرية تشارك فيها الولاياتالمتحدة وإنجلترا وتركيا والأردن للتدخل العسكري.. إذا حاول بشار الأسد استخدام الأسلحة الكيماوية الموجودة في حوزته لمنع تقدم قوات المعارضة من الاستيلاء على المطار الدولي، خاصة أنها تملك الآن دبابات ومدافع ثقيلة وصواريخ وهاونات، حصلت عليها من عدد من القواعد العسكرية التي سقطت في يدها، ومكنتها من تعزيز قدراتها القتالية وتحقيق نوع من التوازن مع قوات الجيش النظامي التي هبطت أعدادها إلى حدود150 ألفا، ولم يعد في وسعها لاتساع دائرة المعارك أن تستعيد الأراضي والمواقع والمدن التي فقدتها مركزة علي الدفاع عن مدينة دمشق!. ويدخل ضمن خطط الاستعداد لملء الفراغ الذي يمكن أن ينشأ عن سقوط نظام الرئيس بشار الجهود الدولية لإعادة تنظيم التحالف الوطني السوري الذي يرأسه السيد معاذ الخطيب بحيث يصبح المثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، القادر علي ملء الفراغ بعد رحيل نظام الأسد، والحفاظ علي مؤسسات الدولة السورية المتمثلة في الحبس وأجهزة الأمن والحكومة حتى لا يتكرر ما حدث في العراق، عندما تم تفكيك جميع مؤسسات الدولة لينشأ فراغ ضخم سارع تنظيم القاعدة لاستغلاله!، ويدخل ضمن خطط الاستعداد إعادة تنظيم فرق المقاومة المسلحة، واستبعاد التنظيمات الجهادية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والسعي إلى تقليص دورها بحيث لا تصبح طرفا في مسئولية الحكم بعد انهيار نظام بشار الأسد كي لا يتكرر ما حدث في ليبيا. ورغم هرولة الغرب في ترتيب مرحلة ما بعد بشار الأسد وكأنه سوف يسقط غدا، لا يزال الروس علي موقفهم من أن المهمة العاجلة في سوريا هي إلزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار مع اعترافهم بأن السلطة تنهار بينما تزداد فرص نجاح المعارضة في إسقاط نظام الحكم، وربما يؤكد ذلك حالة اليأس التي تسيطر علي الحكومة السورية ودفعتها إلي إطلاق صواريخ سكود إضافة إلى القصف الجوي المستمر من قوات المعارضة. نقلاً عن الأهرام اليومي