* إضعاف وتفكيك الأونروا جزء من خطة لتقويض القضية الفلسطينية * عشرات العاملين بالوكالة يحتجون على قرار فصلهم * الأونروا: الأزمة المالية الحالية هي الأصعب والأشد بتاريخ الوكالة موقف عصيب باتت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عالقة فيه بين المطرقة والسندان، فهي محاصرة بين تقليص التمويل الممنوح لها من جانب الولاياتالمتحدة، واحتجاجات العاملين المفصولين منها إثر اضطرارها لخفض العمالة. ووسط أزمة إنسانية طاحنة تعصف بقطاع غزة، وتضيق الخناق على سكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يونيو الماضي قطع التمويل الأمريكي عن وكالة الأونروا هذا العام، والبالغ 300 مليون دولار، بالإضافة إلى تجميد المساعدات الممنوحة للسلطة الفلسطينية. وبحسب صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة بالإنجليزية، فقد تبنت إدارة ترامب خطة أمريكية إسرائيلية لتقويض القضية الفلسطينية، حيث يُعد تفكيك وإضعاف وكالة الأونروا ركنًا أساسيًا فيها، بغرض تقويض حق العودة نفسه للاجئين الفلسطينيين. وأوضحت الصحيفة أن أدارة ترامب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية تريان أن المسئولية عن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تنتقل من الأونروا إلى مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين، الأمر الذي ينتفي معه السبب الرئيسي لوجود الأونروا. وتحت ضغوط تقليص المساعدات، اضطرت وكالة الأونروا لفصل عشرات العاملين لديها لتوفير النفقات، الأمر الذي أدى إلى موجة من الغضب والاحتجاجات في صفوف العاملين المفصولين. وأكد مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي، أن قرار إنهاء عقود نحو 194 موظفا، من أصل 1000 موظف من الذين تم التعاقد معهم في قطاع غزة على برنامج الطوارئ في هذا الوقت الحرج أمر "مدمر". وقال شمالي إن الأونروا لم يكن لديها أي خيار في ضوء الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها، بعد قرار الولاياتالمتحدة تقليص مساهمتها في الميزانية، التي تعتبر أكبر مانح للأونروا بقيمة 300 مليون دولار سنويا. وأشار إلى أن هذه الاحتجاجات تسبت في تعطيل العمل الحيوي الذي تقوم به الوكالة، علاوة على أنها لم تعد محصورة على قطاع غزة فقط. وشارك عشرات العاملين في الأونروا، أمس الثلاثاء، في وقفة احتجاجية على قرار إدارة الوكالة إنهاء خدمات مئات الموظفين في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وقال الناطق الإعلامي باسم اتحاد العاملين العرب في الأونروا محمد الشلبي إن الوقفة جاءت استمرارا للاحتجاج على قرار الوكالة فصل 194 موظفا في الضفة الغربية من العاملين في برنامج العمل مقابل المال والصحة النفسية، و956 موظفا في قطاع غزة ، موضحا أن بعض المفصولين يعمل في الوكالة منذ أكثر من 15 عاما. وقال سامي مشعشع المتحدث باسم وكالة الأونروا إن الأزمة المالية الحالية التي تعاني منها الوكالة بسبب تخفيض الدعم الأمريكي هي "أصعب وأشد" الأزمات التي مرت على الأونروا. وذكر أن نقص التمويل سيؤدي إلى تعليق الخدمات الطارئة في الضفة الغربية، وشدد على أن الأونروا تبذل جهودا دءوبة لضمان بدء السنة الدراسية الجديدة في الوقت المحدد لنصف مليون طالب وطالبة، ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية بدون انقطاع. وقال سامي مشعشع إنه و"برغم محاولات التشكيك بهدف إنهاء الوكالة، إلا أن هناك دعما سياسيا مهولا من 167 دولة داعمة للأونروا وهذه الدول ستدعم موقف الوكالة من خلال تبرعات مالية جيدة ونأمل أن تتواصل". وأشار المتحدث باسم الأونروا إلى "أن الفشل السياسي بامتياز للمجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي مقبول وعادل لقضية اللاجئين، يجب ألا يسحب نفسه على الأونروا. ويجب ألا تعاقب الأونروا على صمودها ووقوفها مع اللاجئين على مدى سبعة عقود.