قال الشيخ خالد الغامدي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من جوانب عظمة السيدة فاطمة رضي الله عنها ما سطره التاريخ في قصة زواجها بعلي رضي الله عنه أنه حدث لم يشهد التاريخ مثله فهو زواج سيدة نساء الجنة ابنة سيد الأنبياء، وزوجها هو على، رابع الخلفاء الراشدين ومن كبار سادات الصحابة، ومع ذلك كان عرسًا سهلًا ميسرًا متواضعًا مع كل هذا المجد. وأضاف الغامدي، في خطبة الجمعة من المسجد الحرام، أن سيدنا علي تزوجها بعد غزوة بدر ولم يكن عنده مهر فأشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يمهرها درعه الحطمية التي غنمها في بدر وبلغت قيمتها أربعمائة وثمانين درهمًا تقريبا ثم أولم وليمة مباركة على شاة واحدة، وكان جهاز بيته وأثاثه بسيطا: فتقول أسماء بنت عُميس جهزت فاطمة إلى علي فما كان حشو فراشها ووسادتها إلى ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح ولقد أولم علي فاطمة فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته. وتابع: كان يحصل بينهما ما يحصل بين الزوجين من خلاف وتباين ولكنها لم تكن لتتجاوز أدبها مع زوجها ولم يكن علي رضي الله عنه ليظلمها بل سرعان ما يتراضيا لكرامتها عليه ولما بينهما من الحب الذي تذوب معه كل الخلافات ورزقها الله من علي الحسن والحسين ومحسنًا وزينب وأم كلثوم هي التي تزوجها عمر بن الخطاب بعد ذلك. وكانت فاطمة ترعى شؤون أولادها وزجها بنفسها وتقوم بأعمال بيتها حتى أثر عمل البيت في يدها وتعبت من ذلك ولاقت شدة فذهبت الى أبيها لتطلب منه خادمة من السبي تعينها على أعمال البيت فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم وقال والله لا أعطيك وأدع أهل الصفة وهم الفقراء الذين لا مأوى لهم, فرجعت الى بيتها واذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها فوجدها مع علي وأرشدهما أن يسبحا ويحمدا الله ثلاثا وثلاثين ويكبرا الله اربعا وثلاثين فهو خير لهما من خادم فرضيت فاطمة وأسلمت لله وحافظت على هذا الذكر العظيم فرزقها الله بعد ذلك قوةً ونشاطًا وتحملًا وصبرًا ولم يترك علي هذا الذكر ولا ليلة صفين فلذلك كان من أقوى الرجال رضي الله عنه وذلك كله ببركة طاعة الله ورسوله وبركة ذكر الله تعالى.