يحتفل العالم يوم 28 يوليو من كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد، ويأتي الاحتفال هذا العام، تزامنًا مع جهود الدولة المصرية في القضاء على فيروس الكبدي الوبائي "سي" وتحقيق نتائج غير مسبوقة على مستوى العالم سواء من حيث عدد الحالات التي تم شفاؤها أو خريطة المسح الشامل، وكذلك توافر الأدوية الخاصة بفيروس "سي" بأسعار زهيدة للغاية، وكذا العلاج علي نفقة الدولة وكم العدد الهائل الذي تحملت الدولة نفقات علاجه من خلال المجالس الطبية المتخصصة وصندوق تحيا مصر. واحتلت مصر المكانة الأولى في محاربة فيروس "سي" بشهادة العالم أجمع سواء المنظمات والجمعيات العاملة في المجال الصحي، أو الشخصيات العامة. وتعد منظومة القضاء على فيروس "سى" هى جزء من منظومة الإجراءات الإصلاحية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى السادس من يوليو الجارى، للنهوض بالخدمات الصحية المقدمة لغير القادرين بإجمالى تكلفة 18 مليارًا و200 مليون جنيه. وأكدت وزارة الصحة والسكان أن منظومة القضاء على فيروس "سى" ترتكز على منع انتشاره وفحص 45 مليون مواطن بالكاشف السريع بتكلفة 2 مليار و322 مليون جنيه خلال عام ، فضلا عن علاج حوالى 2 مليون و150 ألف مواطن بنسبة 5% من اجمالى المفحوصين بتكلفة 3 مليارات و250 مليون جنيه خلال ثلاث سنوات. وأشارت الوزارة إلى أن أهم محاور منظومة القضاء على فيروس "سى" هى خفض معدل انتشار التهاب الكبد وعلاج المصابين المكتشفين، بالإضافة إلى إنهاء قوائم الانتظار الحالية فى أقرب وقت. وقال رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، الدكتور وحيد دوس، إن ما تم فى آخر 4 سنوات في مجال مكافحة فيروسات الكبد يعتبر إنجازًا تاريخيًا. ولفت إلى أن مصر تحولت من أكبر دولة فى نسبة الإصابة بفيروس سي إلى واحدة من الدول المرشحة للقضاء على فيروس سي. وأضاف دوس- هناك 70 مليون مريض بفيروس سي حول العالم 5 ملايين منهم في مصر، موضحًا أنه تم علاج 2 مليون مريض تمامًا من الفيروس بنسبة شفاء تصل الى 90%، مؤكدًا أن هناك حوالى 3 ملايين مواطن لم يكتشفوا إصابتهم بالفيروس حتى الآن. وقال الدكتور جون جبور، ممثل الصحة العالمية في مصر، نحن في كافة المحافل الدولية نثمن جهد القيادة السياسية المصرية متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، في هذا الملف، وكذلك رؤية وزارة الصحة المصرية التي نفذت تعليمات الرئيس بعمل مسح شامل للمواطنين والأهم من ذلك القضاء علي قوائم الانتظار وتوفير العلاج بسعر رمزي لكل مصاب، وهذا الأمر ليس بالهين، مضيفًا أنه لا يوجد دولة في العالم استطاعت أن تصل إلى المرحلة التي وصلت إليها مصر في ملف "فيروس سي". وتابع: نحن منظمة حيادية نقول شهادة بناء على ما لمسناه على أرض الواقع ولا نتبع أي نظام، ولكن نعطي كل ذي حق حقه، في أي مجال للتحسين، ونشدد على أوجه قصور في المجال الطبي والذي يعد هدفنا الأول. وأكد أن الدولة المصرية ، نجحت في توحيد الجهود ما بين الوقاية والعلاج ، وفعالية الدواء الخاص بعلاج فيروس سي التي أثبتت فعاليتها علي الأرض وفقًا للنسب العالمية ، هذا بالإضافة إلى التشديد على آليات مكافحة العدوى بما يكفل ويضمن عدم انتقال الفيروس. وأشار إلي أن مصر نجحت في علاج أكثر من مليون مريض من فيرس" سي" وهذا يعد 50% من إجمالي المستهدف علاجهم في العالم كله موضحًا أن البنك الدولي أشاد بالتجربة المصرية وأبدى رغبته في تبني عملية المسح على المواطنين بعد هذا النجاح الهائل. وأكد "جبور" أنه تمت الإشادة بتلك التجربة الناجحة والفريدة من نوعها وتم توجيه الشكر للدولة المصرية من قبل المدير العام المنظمة، موضحًا ان تلك التجربة من الممكن أن تنقل إلى بلد آخر موضحًا أنه لولا الإرادة السياسية المصرية لما وصل النجاح في هذا الملف إلى الوضع الحالي. وفي هذا السياق قال النائب مصطفى أبو زيد وكيل لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن القوافل الطبية لإجراء عملية المسح الشامل التي اعتمد بحاجة إلى عمل أكبر للانتشار بشكل أكبر لتنفيذ الخطة التي دعا إليها الوزير، وذلك لإكمال خطة وزير الصحة بالقضاء الكامل على الفيروس، مطالبًا بإجراء بعض الحملات التوعوية لتوعية المواطنين الاستجابة لعملية المسح. وأضافت الدكتورة شادية ثابت عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في علاج مرض فيروس سي، حيث عالجت رقماً يعد قياسيًا في فترة وجيزة، مؤكدة أن هناك عديداً من الدول الأخرى بدأت تخطو خطى مصر التي اتخذناها للتخلص من فيروس "سي" ومواجهته والاستفادة من التجربة المصرية. وأضافت "ثابت"، أن السبب في هذا التقدم في مجال علاج "فيروس سي"، أنه كانت هناك إرادة قوية للتخلص من الفيروس من جانب الحكومة والرئيس السيسي وجهه دائمًا للاهتمام بهذا الملف، مشيرًا إلى أهمية أن تكون الخطة التي وضعتها وزارة الصحة لمواجهة "فيروس سي" مدروسة ويتم تنفيذها بشكل دقيق ، ووجود آليات واضحة لتنفيذها. ومن جانبه قال النائب عبد العزيز حمودة عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، إن وزارة الصحة قامت بدور غير طبيعي بشأن مواجهة فيروس سي في الفترة الماضية، كما قامت بإجراء القوافل الطبية لإجراء فحص شامل لاكتشاف المرض، مشيرًا إلى أن سعر العلاج في مصر ليس له مثيل في العالم. وأضاف "حمودة" في تصريحات ل "صدى البلد" أن انخفاض سعر علاج فيروس سي عن الأسعار العالمية سيعمل على زيادة السياحة العلاجية، بالاخص بعد فتح مستشفيات عالمية للعلاج بشرم الشيخ، موضحًا أنه متطلب المزيد من المجهود لأن لدينا نسبة إصابة ما بين 12% و15% وهو يعد من أعلى الدول المصابة بالفيروس. وأشار عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان إلى أن الدولة تبذل مجهود كبير على مستوى محافظات الجمهورية، ولكن هناك ملفات أخرى لا تقل أهمية عن هذا الملف لابد الاهتمام بها.