طالبة تصف مدارس STEM بمقبرة المتفوقين.. وتؤكد: إدارتها سيئة ومعاملها ضعيفة.. وتحوَّلت فيها من مبتكرة إلى راسبة

* الطالبة إيمان رفاعي:
* مدارس المتفوقين لا توفر لطلابها أساتذة متخصصين للمساعدة على إتمام ابحاثهم
* حصلت على 86% لكني راسبة في 3 مواد
أكدت إيمان رفاعي عبد الخالق، إحدى ضحايا أزمة رسوب طلاب الثانوية بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بالإسماعيلية، أن مدارس stem ما هي إلا مقبرة للمتفوقين.
وقالت إيمان، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد": "نحن كطلاب مدارس متفوقين نعاني أشد المعاناة من سوء الإدارة، وعدم توفر خدمة الإنترنت السريع في المدرسة رغم اعتماد دراستنا على الإنترنت، ما يجعلنا نضطر لتحمل تكاليف شحن "فلاشة نت" على حسابنا للحصول على الامتحانات وإعداد الأبحاث".
وأضافت أن مدارس المتفوقين لا توفر لطلابها أساتذة متخصصين لمساعدة الطلاب على إتمام أبحاثهم، كما أنها لا توفر للطلاب معامل مجهزة بالتجهيزات التي يحتاج إليها الطلاب أثناء الدراسة، رغم أن مصروفات هذه المدارس آلاف الجنيهات.
وأوضحت إيمان أن أكبر دليل على سوء أوضاع مدارس المتفوقين هو زيادة نسبة الرسوب هذا العام بين طلاب 3 ثانوي، مشيرةً إلى أنها حاصلة على 86% وفي نفس الوقت راسبة في 3 مواد، وبالتالي أصبحت مضطرة لإعادة السنة من جديد مثل "الطلاب الفاشلين"، على حد وصفها.
وتابعت: "أصبحت من الراسبين رغم أنني من المفترض أنني من المتفوقين المبتكرين، حيث قمت أنا وأصحابي في الصف الأول الثانوي بابتكار فكرة جديدة لتوليد الطاقة لحل مشكلة الطاقة في مصر، وفي الصف الثاني الثانوي اشتركت مع اثنين من زميلاتي في ابتكار طريقة جديدة لتنقية المياه، بالإضافة إلى ابتكار فكرة جديدة لصنع الورق في مصر لتقليل الاعتماد على تقطيع الأشجار منعا لزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
واستطردت: "في ختام مشاريع الكابستون قمت أنا وزميلتي رؤى بابتكار نظارة لمساعدة فاقدي البصر، كان حلمنا مساعدة الناس اللي ما بيشوفوش ونسهل لهم حياتهم".
وأخيرًا قالت: "بعد كل التعب والعناء والسفر والغربة فوجئت أنني راسبة، ومن هنا دفعتني مدرسة المتفوقين إلى أن أتمنى الموت من قلبي هربًا من الحزن والانكسار الموجودين في عين أمي وأبويا اللي طول عمرهم نفسهم يشوفوني بحقق حلمي واكون مهندسة".
جدير بالذكر أن أولياء أمور الطلاب فى مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا تجمعوا الاثنين الماضي، فى وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس الوزراء احتجاجا على نسبة الرسوب التي تعرض لها طلاب الثانوية بمدارس المتفوقين بعد أن بلغت نسبة النجاح 56% فقط.
وقدم المحتجون ورقة مطالب واستغاثة لمسئولي رئاسة الوزراء - حصل «صدى البلد» على صورة منها - أكدوا خلالها أن الطلاب فوجئوا بأن نسبة رسوب طلاب الثانوية بهذه المدارس وصلت ل44% رغم أن طلاب هذه المدارس متفوقون وحاصلون على نفس الدرجات في امتحانات القبول.
وطالب المحتجون بتدخل رئاسة الوزراء وإعادة تقييم وتصحيح أوراق امتحانات الطلاب من جانب مستشار المادة، والتحقيق الفوري في كارثة رسوب هذه النسبة الكبيرة من الطلاب، وإحالة مسئولي كنترولات تصحيح امتحانات مدارس المتفوقين للتحقيق، كما طالبوا باحتساب النجاح على الدرجة لنهائية للمجموع الكلي للمادة العلمية وليس على كل جزء في المادة مثلما حدث.
وقالوا إنه لابد من مراجعة الدرجات الخاصة بأعمال السنة والمشروع والامتحانات العملية المرسلة من المدارس للكنترول، وأن يكون التنسيق مرحلة واحدة لكل طلاب مدارس المتفوقين سواء الناجحين أو الراسبين.
ومن جانبه، أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن نسبة النجاح في الصف الثالث الثانوي بمدارس المتفوقين خلال العام الدراسي الحالي 2017/ 2018، بلغت 56% فقط.
وأوضح "حجازي"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن هذه النسبة أقل من نسبة النجاح التي تم تسجيلها العام الماضي.
وقال إنه من حق طلاب الثانوية بمدارس المتفوقين أن يتقدموا بتظلمات ابتداء من غد ولمدة 30 يومًا مثلهم مثل طلاب الثانوية العامة، بنفس الضوابط المعلنة في هذا الإطار.
وشدد حجازي على أن الوزارة سوف تحاسب كل مدراء مدارس المتفوقين على ضعف مستوى طلابهم بهذا شكل هذا العام.