المتحف الحيواني، منشأة مميزة جدا تكمن في قلب حديقة حيوان الجيزة في العاصمة المصرية القاهرة ويضم محنطات لحيوانات بعضها نفق في الحديقة قبل أكثر من مئة عام. وتُعرض في المتحف، الذي يتألف من ثلاثة طوابق، محنطات لمئات الثدييات والزواحف والطيور والحشرات. ويفخر المتحف بأنه الوحيد في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي يعرض محنطات لحيوانات نادرة وحتى منقرضة مثل غزال أبيض كان موجودا في مصر قبل مئة سنة ونمر مصري كان يعيش في سيناء وغير ذلك من الطيور. وتوجد مثل هذه الحيوانات النادرة في الطابق الثاني من مبنى المتحف الذي تضم فيه القاعة الرئيسية بالطابق الأول بقايا عظمية محنطة لحيتان وزرافات وقرود، كانت كلها تعيش، قبل نفوقها، بحديقة الحيوان التاريخية بالجيزة. وقال رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان بالجيزة محمد رجائي "تقريبا فيه حاجات مش موجودة في متاحف، تقريبا، المنطقة اللي حوالينا كلها سواء أفريقيا أو العرب أو المنطقة العربية أو الشرق الأوسط تقريبا، مش موجود فيه كم هذه المحنطات. وبعدين الميزة إحنا إن هنا محنطات لحيوانات نفقت من يعني 1920 و1910، يعني حيوانات كانت موجودة بالحديقة، والحديقة تعتبر أقدم حديقة في المنطقة بالكامل وثاني حديقة في العالم. فالحيوانات اللي عندنا حيوانات نادرة وحيوانات قديمة منقرضة". ويعرض المتحف مجموعة واسعة من الحيوانات، جميعها تم حفظها كما هي من خلال عملية تحنيط بالغة الدقة. وجرى إنشاء المتحف الحيواني في عام 1906 وتعرض للإغلاق ثلاث مرات في تاريخه أولها عام 1962 ثم عامي 1988 و1998 بسبب الإهمال. وقال زائر للمتحف يدعى إسلام فتحي "بصراحة أنا جيت حديقة الحيوان من وأنا صغير كتير جدا، يعني مفيش سنة بتعدي من غير ما آحي. إنما أنا أول مرة أخش المتحف، يعني فيه فضول كده من بره أما شفت المتحف إن أنا... مالوش دعاية مثلا بالأهمية للحاجات اللي موجودة جواه. بس لما دخلته، لأ المتحف ده محتاج إن هو يتعمل له دعاية عن الحاجات اللي موجودة فيه والمعلومات اللي موجودة في والمجسمات اللي موجودة والحاجات اللي الواحد شافها عن قرب، ثدييات، حيوانات، حاجات كثيرة جدا. يعني فيها معلومات، حتى لو فيه أولاد حتى في الدراسة أو حاجة زي كده الحاجات دي تفيدهم جدا". وأوضحت سوزان كمال مديرة المتحف الحيواني بحديقة الحيوان أن المتحف يسعى للفت الأنظار وجذب الزائرين مع زيادة الجهود التي تُبذل لذلك في الآونة الأخيرة. وأضافت "لا إحنا لسه يعني إن شاء الله هنركب له (المتحف) كاميرات. لسه عندنا نظام صوتي فيه موسيقى عشان الزوار برضه يحسوا بنفس البيئة مع الموسيقى اللي موجودة. إحنا كان عندنا دليل المتحف بس خلص، وإن شاء الله هنعمل واحد ثاني. برضه ممكن نعمل في النظام الصوتي معلومات عن كل فاترينة علشان الناس تبقى عارفة إيه الحاجات الموجودة عندنا وإيه الحاجات النادرة في المتحف". وكانت حديقة حيوان الجيزة ذات يوم بمثابة جوهرة تاج حدائق الحيوان الأفريقية، لكنها تعاني من مشكلات في السنوات الأخيرة. وجرى إنشاء الحديقة بتكليف من الخديوي إسماعيل وافتُتحت عام 1891 لتعرض فيها زهور مستوردة ونباتات غريبة ولتصبح بمثابة معرض ضخم للحياة البرية الأفريقية.
