قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية " إن الغارات الجوية الروسية في جنوب غرب سوريا والتي صاحبها قصف بالبراميل المتفجرة وقصف بالمدافع من قبل الجيش السوري إنما هي أحدث إشارة إلى المغامرات العسكرية شديدة الخطورة في هذه المنطقة القابلة للاشتعال في سوريا". وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم على نسختها الالكترونية، " إن هذه الضربات الجوية تمثل تحديا لنظام وقف إطلاق النار القائم بين روسياوالولاياتالمتحدة والأردن ، بينما تسعى القوات المتحالفة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة في البلاد". وتابعت " إن القوات المتحالفة مع الأسد هددت بشن هجوم بري وأسقطت منشورات تطالب باستسلام المسلحين في المنطقة" ، مشيرة إلى أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في القصف الذي دمر أيضا مستشفى ومركزا للطوارئ. ونوهت بأن الولاياتالمتحدة ظلت لأسابيع تحذر النظام السوري من انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه العام الماضي مع روسيا والأردن ويشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء ، لكن يبدو أن الولاياتالمتحدة غير عازمة على أن يُزج بها في مواجهات بين المسلحين وقوات الأسد المدعومة من روسياوإيران ، وبينما بدأت الغارات الروسية أبلغ الأمريكيون العديد من قادة المسلحين ألا يتوقعوا تدخلا عسكريا بالنيابة عنهم. وقالت وول ستريت جورنال إن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري أكدت اليوم الأحد أن القوات المتحالفة مع النظام استعادت السيطرة على العديد من البلدات الخاضعة لسيطرة المسلحين. وأشارت إلى أن سبع سنوات من الحرب أجبرت الأسد على الاعتماد على حلفاء أجانب لمساعدته في استعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها المعارضة المسلحة. وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي لصالح النظام السوري في أواخر عام 2015 قلب دفة الأمور بينما سارعت القوات البرية المدعومة من إيران لتولي الزمام على الأرض. وقال مسؤولون أمريكيون إنه مازال غير واضح ما إذا كانت هذه الغارات هي بداية لهجوم كبير لاستعادة السيطرة على المنطقة أم هي محاولة من الرئيس بشار الأسد للضغط على الولاياتالمتحدة والأردن للموافقة على ترتيب دبلوماسي جديد يسمح للنظام السوري بفرض سيطرته على المنطقة دون معركة. وحذرت الأممالمتحدة من الآثار الإنسانية للمعركة في جنوبسوريا وتداعياتها على المنطقة قائلة إن نحو 6 آلاف مدني لاذوا بالفرار من منازلهم القريبة من الخطوط الأمامية. وقالت الصحيفة " إن غالبية الفصائل المسلحة في جنوبسوريا سبق أن تلقت مساعدات عسكرية ولوجيستية من الولاياتالمتحدة وحلفائها "، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة توقف شحنها منذ أنهى الرئيس دونالد ترامب برنامجا سريا لوكالة الاستخبارات الأمريكية العام الماضي. واتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية المعارضة أمس السبت بإطلاق قذائف مورتر على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في جنوب غرب البلاد ، ما أسفر عن مقتل شخص وإلحاق بعض الضرر بعقار. وقالت وول ستريت جورنال " إن المسلحين المناوئين للحكومة في الجنوب يتمتعون بأفضلية عن نظرائهم في مناطق أخرى في سوريا إذ انهم غير محاصرين من قبل القوات السورية كالمسلحين في حلب والغوطة الشرقية". وأضافت " إن روسيا لطالما تعهدت على مدار الأشهر الماضية بعدم شن غارات في جنوبسوريا ، لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح بغارة الليلة الماضية في الوقت الذي يهدد فيه وجود عسكري إيراني في جنوب غرب سوريا بإشعال فتيل مواجهة مع إسرائيل". وتابعت " في مفاوضات جرت مؤخرا بين إسرائيل وروسيا ، سعى قادة إسرائيليون ، في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، إلى الحصول على تأكيدات من موسكو بأن تبقى إيران ووكلاؤها بعيدا عن حدود شمال اسرائيل". وقالت وول ستريت جورنال " إن إسرائيل واعية بشأن مليشيات مدعومة من إيران تتنكر كقوات سورية والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت القوات الإسرائيلية عازمة على مهاجمة هذه المواقع بنفسها أم أنها ستنتظر تدخلا أمريكيا".