الأخلاق هي عنوان الشعوب، وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي: «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا». ولاستعادة الأخلاق دور كبير في تغير الواقع الحالي ونبذ العادات السيئة واستبدالها بعاداتنا الأصيله الجميلة، والأخلاق هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقًا للفلسفة الليبرالية وهي ما يتميز به الانسان عن غيره، وقد قيل عنها إنها شكل من أشكال الوعي الإنساني كما تعتبر مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان، مرجعية ثقافية لتلك الشعوب وتكون سندًا قانونيًا تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين، وأيضا الأخلاق هي السجايا والطباع والأحوال الباطنة التي تُدرك بالبصيرة والغريزة. والأخلاق هي دراسة، حيث يقيم السلوك الإنساني على ضوء القواعد الأخلاقية التي تضع معاييرا للسلوك، يضعها الإنسان لنفسه أو يعتبرها التزامات ومبادئ يمشي عليها وأيضا واجبات تتم بداخلها أعماله، أي أن الأخلاق هي محاولة التطبيق العلمي، والواقعي للمعاني التي يديرها علم الأخلاق بصفة نظرية، ومجردة. تعتبر الأخلاق من سمات الحضارة، حيث تساعد المجتمع على تجنب الوقوع في العيب، واللوم، والنقد، ولا تجعل صاحبها يميل إلى الخطيئة أو الإجرام أو الخروج عن القانون والذوق العام وفي اليابان تدرس مادة لتلاميذ المرحلة الإبتدائية "الطريق إلى الأخلاق" في مدارسها لتعليم الأخلاق القويمة وحسن التعامل مع الآخرين وغرس القيم النبيلة للمحبة والاحترام ونبذ الكراهية والأحقاد وقبول الآخر واحترام الكبير وتعظيم قيمة العمل ونبذ التطرف والارتقاء بالذوق العام والشفافية والنزاهة وقيمة العمل الجماعي واحترام قواعد المرور وخدمة الوطن والمجتمع والفرد بالسلوك المتوازن، وتعظيم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وأعتقد أننا افتقدنا كل هذه المعاني الجميلة في الفترة الأخيرة. وأعتقد أن إعادة بناء الإنسان المصري التي نادي بها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه أمام مجلس النواب بمناسبة فوزه بفترة رئاسة ثانية تبدأ من هذا المنطلق، ويجب أن تكون هناك إستراتيجيه قومية لاستعادة الأخلاق المصرية التي كانت تتميز بكل ماسبق ذكره مع الاهتمام بالتعليم والصحة والثقافة العامة من أجل تغيير المفاهيم المغلوطة التي تسربت إلى الشخصية المصرية في الفتره الأخيرة، ومن أجل بناء أجيال قادمة وقادرة على بناء هذا الوطن بالعمل الجاد والإخلاص والأمانة والشفافية والبعد عن التواكل والا مبالاة والمكسب السريع والبلطجة والفساد وابتزاز الغير، وأيضا غرس مفردات لغوية جديدة قائمة على الاحترام والذوق للتعامل مع الآخر ويجب أن تشترك كل أدوات الدولة في هذه الإستراتيجية من ثقافة وإعلام وتعليم وفن وسينما وإذاعة وتليفزيون والسوشيال ميديا وتكون شغلنا الشاغل في المرحلة القادمة. والله الموفق.. وتحيا مصر.