قال رئيس الوزراء كمال الجنزوري إن العالم كله وعلى رأسه أمريكا والدول العربية، أداروا ظهورهم عن مصر بعد أن شاهدوا الخلافات الأخيرة التي دارت والتي كان من شأنها تشويه صورة الثورة المصرية التي كان العالم يفخر بها ويتسابق على مساعدة مصر من أجلها، حيث عزفت الدول الثماني الكبار التي كانت قد قررت في اجتماع لها بفرنسا دعم مصر وتونس ب35 مليار دولار لم يأت منها شئ، وأيضاً بعض الدول العربية دعم مصر ب10,5 مليار دولار بعضها في صورة مساعدات وبعضها في صورة قروض ميسرة ولم يأت منها أيضاً سوى مليار دولار، في الوقت الذي دعموا فيه بعض الدول العربية بأكثر من 17 مليار دولار في الأشهر الأخيرة، وأيضا كانت أمريكا قررت دعم مصر ب2.25 مليار دولار في صورة منح للصناعات الصغيرة ولم يأتي منها شيء أيضًا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الجنزوري اليوم، الخميس، بمقر هيئة الاستثمار، أوضح فيه أنه لم يكن يتمني كمسئول كل أحداث العنف التي شهدتها مصر مؤخراً، رغم أن الجانب الأكبر من العنف كان من جانب المتظاهرين الذين حجزوا منشآت الدولة وأتلفوها بإلقاء المولوتوف وناقضوا جميع ملامح التظاهر السلمي، وأضاف أنه أيضاً لم يكن يتمنى مشاهدة هذا العنف من جانب السلطة تجاه أي عنصر، خاصةً إذا كانت فتاة، وتمنى "الجنزوري" أيضاً محاكمات قضائية تشفي غليل أسر وأهالي الشهداء. واستعرض "الجنزوري" بعض المشاهد التي بثتها القنوات الفضائية خلال الأيام القليلة الماضية والتي تظهر كيف تصرف المخربون والخارجون على القانون ومارسوا جميع أشكال العنف، واستنكر مشهد الشخص الذي بدا راقصاً وهو يحرق المجمع العلمي، موضحاً أن هذا كل هذه المشاهد جعلت العالم "نسي مصر". وقال الجنزوري إن الوضع الحالي أضر بمصر اقتصادياً إلى حد كبير جداً ليس بهروب جميع المساندات المالية التي كان من المقرر أن يساند بها العالم مصر فحسب، وإنما أيضاً ممطالة صندوق النقد الدولي الذي تمت دعوته منذ شهور لمعاونة مصر في أزمتها ولم يأت حتي الآن، في حين أنه كان يسعى منذ عام 1996، وقت أن كنت رئيساً للوزراء، إلى أن يجري مشاركات مع مصر بشرط خفض إنتاج منتجات البترول الستة وخفض سعر الجنيه بنسبة 5% ورفضت مصر وقتها، وعاد "النقد الدولي" للعمل مع مصر وفق شروطها، أيضاً خروج ما يقرب من 9 مليارات دولار من مصر في أشهر قليلة في حين أن أمريكا التي مرت بالأزمة العالمية في 2008 لم يخرج منها دولار واحد وهب العالم كله لمساندتها وتمكنت من الخروج من أزمتها في عام واحد. وصرح الجنزوري بأنه كجزء من السلطة مستعد هو وباقي السلطة الذهاب اليوم وليس غداً، ولكن لن يكون هذا في مصلحة أي طرف في مصر، وأن البعض يظن أن انتصاره لفكرته أو لحزبه هو انتصار لمصر وهذا خاطئ لأن المصلحة الكلية في مصر تأتي من الكل وليست من فئة وإن ظنت أنها وحدها على صواب، وأضاف أن مصر ستبقى شامخة وأنها السلام وأنها ترفض كل أنواع العنف وتساند كل شعوب الأرض. واستنكر "الجنزوري" مطالب بعض الشخصيات والرموز السياسية بمقابلته خارج المباني السياسية "وكأنهم سيقابلون المندوب السامي للاحتلال"، وأضاف أن هناك مطالب لا تحقق لمصر مرادها، كأن تبدأ محاكمات وتنتهي في نفس اليوم وأن تزول السلطة وغير ذلك، وأكد أنه لا يملك هو أو أي أحد التدخل أو الحديث عن السلطة القضائية أو التحقيقية، ورفض التعليق على حجم الأموال التي سربتها بعض الدول العربية لدعم تنظيمات وائتلافات وحركات بعينها. وأكد الجنزوري أن أولوياته هى الأمن والاقتصاد حتى يؤمن لرئيس مصر المدني القادم خروجاً آمناً من بيته، وتساءل "الجنزوري": لمصلحة من أن تكون عاصمة مصر القاهرة مليئة بهذه الحواجز "الكئيبة"، وهل هى للدفاع أم للهجوم، وأليس من الضروري أن نطالب جميعاً كمصريين بإزالة كل هذه المظاهر؟؟ وقال "الجنزوري" إن أحداث "الوزراء" الأخيرة أجلت دعوته لعدد كبير من النساء لعقد اجتماع بشأن عودة المجلس القومي للمرأة للعمل بعد تغيير اسمه وحرمان أي فتاة أو سيدة كانت مشاركة في "المجلس القديم" أن تشارك في "الجديد"، وأن يتم انتخاب رئيسه للمجلس من هذا العدد، وأكد أنه سينتهي من هذا المشروع خلال اسبوع. ودعا "الجنزوري" في نهاية المؤتمر، جميع القوى السياسية والحزبية للتكاتف حول مصلحة مصر والحوار التوافقي من أجل أن نعبر بها من هذه المرحلة.