استطاع لاجئ من دولة مالي أن يخطف أنظار العالم بأسره، بعد أن سطر كعنوان للإنسانية لإنقاذه رضيع كاد أن يسقط من شرفة منزله، حيث تسلق البطل المالي صاحب البشرة السمراء، المبنى دون تردد في مشهد أذهل الجميع، منقذًا الطفل قبل سقوطه بلحظات. هذا المشهد الإنساني دفع المجتمع الفرنسي إلى الاحتفاء بالبطل المالي، الذي أطلق عليه "سبايدرمان" أو الرجل العنكبوت، بعد حفاظه على روح طفل من موت محقق. وكتب القدر ل"مامودو جاساما" اللاجئ الافريقي الذي لا يحمل أية أوراق حيث هاجر بطريقة غير شرعية أن يتصدر عناوين الصحف الفرنسية والعالمية، ويحمل لقب البطل ليغير فكرة طرد اللاجئين غير حاملين لأوراق الهوية، التي ينادي بها الفرنسيين. فموقفه الإنساني فتح له أبواب السعادة لتحقيق حلمه في الحصول على الجنسية الفرنسية ووظيفة لائقة بعد سنوات من العناء، ليتحقق هذا الحلم، بعد أن استدعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، واستقبله في قصر الإليزيه لمنحه الجنسية الفرنسية ووظيفة مدنية في المطافئ تكريمًا على دوره البطولي. أربع طوابق تسلقها اللاجئ لإنقاذ طفل كانت كافية لتصنع منه بطل، بعد أن اكتفى الفرنسيون بالمشاهدة دون أي رد فعل، بينما دفعت شهامة وشجاعة اللاجئ إلى تسلق المبنى دون اكتراث إلى حياته، لمجرد أن يبقى على حياة طفل ليس من عشيرته ولا من جنسيته، في مشهد أحرج مطالبي طرد اللاجئ وغير الصورة الذهنية عند البعض تجاه من احتموا ببلاده من أجل عيش حياة كريمة.