تراجع الإعصار «مكونو» إلى منخفض مداري عميق في سلطنة عمان مع تواصل هطول أمطار غزيرة على محافظتي ظفار والوسطى بعد اجتياح الإعصار عددًا من المناطق، إلا أنه رغم شدة الإعصار نجحت الاستعدادات المكثفة التي اتخذتها السلطات العمانية، خصوصا من قوات الجيش والشرطة، في تفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في سلطنة عمان عن انتهاء التأثيرات المباشرة للحالة المدارية «مكونو»، مساء أمس السبت، بحسب آخر التطورات وتحاليل آخر خرائط الطقس، وتشير خرائط التنبؤات إلى استمرار فرص وجود تأثيرات غير مباشرة قد تؤدي إلى هطول أمطار متفاوتة الغزارة على محافظتي ظفار والوسطى وجبال الحجر خلال ال 24 ساعة المقبلة. وكثفت السلطات العمانية الاستعدادات على مستوى كافة الهيئات الحكومية، واستنفرت الشرطة والجيش، وأغلقت المدارس والبنوك تحسبا للإعصار. واستنفرت المؤسسات الخدمية والعسكرية والأمنية طاقاتها وإمكانياتها من أجل إعادة تأهيل الخدمات التي تضررت في محافظة ظفار من الإعصار «مكونو». وقد نجحت الجهود الحثيثة المتكاملة في إعادة فتح 90% من الطرق الرئيسية والخدمية المتضررة من السيول والأودية، فيما تم إعادة فتح مطار صلالة أمام الرحلات الجوية والذي لم يتعرض لأضرار جسيمة بينما يخضع ميناء صلالة للتقييم. وتدريجيا بدأت الحركة تدب في ولايات محافظة ظفار، وتشير الإحصائيات إلى أن أضرار «مكونو» الذي لامس جداره اليابسة في ظفار عندما كان من الدرجة الثانية، تراجعت عن التوقعات السابقة، وأسفر عن مصرع 4 أشخاص وفقد 3 آخرين، مع أضرار في البنية الأساسية وفي مقدمتها بعض شبكات الطرق والكهرباء والمياه والمباني التي دخلتها المياه وعدد من المركبات. وبلغت أعلى كمية لهطول الأمطار «505 ملم» في ولاية صلالة، بينما بلغت في ولاية وطاقة «250 ملم»، كما احتجز سد الحماية بصلالة «22.160 مليون متر مكعب»، كما امتلأ السد التخزيني شاخو بولاية رخيوت ب«3000 متر مكعب».