لا يخلو منزل خلال الشهر الكريم من "اللبن والزبادي"، سواء للاستهلاك العادي أو لصنع الحلويات، ويزيد الاستهلاك خلال شهر "رمضان" بالمقارنة ببقية شهور العام، بما يوازي 25%. وهو ما أكده معوض عمران، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، "شهر رمضان أكثر الفترات التي يستهلك فيها المصريون منتجات الألبان حوالي 100 ألف طن من الحليب و60 ألف طن زبادي". ولكن تشكو "أم احمد"، ربة منزل من الغش في منتجات الألبان وبالاخص خلال شهر رمضان "اللبن بيقطع وطعمه ماية ولا له لون، وتلاقي الزبادي ماية ولا طعم ولا ريحة، وأغلب تجار الالبان دلوقتي كلهم همهم الربح، ورغم أننا في شهر كريم والاقبال شديد، إلا أنهم بيغشوا اكتر، وإحنا بنضطر نشتري اللبن والجبن والزبادي السايب لانهم بنصف سعر المنتجات المعروفة". مجهولة المصدر: وتنتشر الألبان والجبن ومنتجات الزبادي مجهولة المصدر بالاسواق الشعبية، وتكون عرض للغش من خلال الخلط ببودرة السيراميك والفورمالين وزهرة الغسيل، وكلها مواد ضارة قد تؤدى إلي إصابة الإنسان بأمراض السرطان والفشل الكبدى، ونتيجة لقلة ذات اليد لم يجد هؤلاء أمامهم سوى شراء هذه المنتجات الرخيصة عن المنتجات معلومة المصدر. أشكال الغش: ويتحدث دكتور محمد عبدالقادر، خبير الالبان، عن منتجات الالبان المغشوشة قائلا ً:" الحليب لو تم نزع جزء من مركباته، كالدهن أو إضافة الماء يصبح مغشوشا ً، وكذلك أذا تم إضافة مواد تزيد في الكثافة، مثل النشا، والطباشير، والصمغ، والدقيق والغراء، والجيلاتين، وكذلك إضافة مواد ملونة كالسكر المحروق، أو الملونات الصناعية و أصباغ الإنيلين، وبالمثل المواد الحافظة كبيكروبونات الصوديوم، أو البوريكس، وجميعها مواد ضارة على صحة الإنسان". آلية الكشف عن الغش: وحول نصائح علي ربة المنزل إتباعها لإكتشاف سلامة الحليب والزبادي خلال شهر رمضان، يقول خبير الالبان "علي الام أن تقوم بصب مقدار من الحليب في زجاجة بيضاء صغيرة، ثم يسكب مابها من حليب، فإذا انصب ببطء، وترك أثرًا على جدران الزجاجة، يدل ذلك على احتوائه على مادة الدهن، اوأن يتم وضع بعض نقط من الحليب في راحة اليد، ثم فرطها جيدا براحة اليد الأخرى حتى تجف، فإن كثر لمعان سطح راحة اليد، فهذا يدل على كثرة الدهن". ومن علامات الغش ظهور حبيبات النشا به، وعدم تعلق اللبن المغشوش بسطح الزجاج الأملس، وبالنسبة للزبادي المغشوش، يعرف إذا وجدت شوائب عالقة به مع عدم تماسك قوامه، وكذلك وجود فجوات غازية به أو وجود عفن علي سطح الزبادي..حسب قوله توعية "حماية المستهلك": وأصدر جهاز حماية المستهلك نشرة للتوعية بمظاهر غش وفساد اللبن ومنتجاته وكيفية التعرف عليها، وأكد الجهاز أن الحل الأمثل لتلافي وتقليل نسب الإصابة بالميكروبات المسببة للتسمم هو استخدام الألبان المبسترة، ولكن يجب عند شراء معلبات اللبن مراجعة تاريخ الصلاحية والتأكد من سلامة العبوة ثم حفظها في الثلاجة بعد فتحها مباشرة والتخلص منها بعد انقضاء مدة الصلاحية المدونة علي العبوة, تجنبا لإصابة من يتناوله بالتسمم الغذائي. وحسب الجهاز، إذا استدعي الأمر شراء اللبن الخام غير المبستر فعلي ربة المنزل عدم التعامل مع الباعة الجائلين والشراء من مصادر موثوق بها، والتأكد من حفظ اللبن مبردا لدي البائع وعدم تركه فترة طويلة معرضا لدرجة حرارة الجو بعد الشراء، والتوجه إلي المنزل مباشرة لغليه، وألا تزيد فترة حفظ اللبن داخل الثلاجة عن أسبوع واحد. علامات التسمم: وفي حال حدوث ارتفاع في درجة الحرارة والمغص الشديد مع استمرار القيء، يجب نقل المصاب إلي المستشفي فورا، لان ذلك يدل علي زيادة نسبة مادة الفورمالين السامة، وهي من أشهر المواد التي تستخدم لحفظ اللبن ومنتجاته، وأذا كان التسمم ميكروبي يعالج المصاب بالعقاقير فقط، أما إذا كان التسمم كيميائي فيتم غسيل المعدة في أغلب الأحيان ويعطي للمصاب المحاليل أوالعلاج اللازم، حسبما نصحت دكتورة لبني عبدالعزيز، خبيرة التعذية. دراسة تحذر: وحذرت الغرفة التجارية بمحافظة الشرقية في دراسة لها حول أسواق الألبان من وجود منتجات ألبان وأجبان فاسدة يتم تداولها بالأسواق، ويتم تصنيعها من ألبان مغشوشة أو من شرش اللبن، ومضاف إليها مواد ضارة الكاوية وزهرة الغسيل والأكسجين والفورمالين لإكسابها القوام المميزلحفظها، وأن قرابة 80 % من منتجات الالبان من معامل غير مرخصة والشركات نصيبها لا يتعدى 20 %، وقرابة 12 الف بائع سريح، و 4 آلاف معمل بلدي غير مرخص لصناعة الجبن . مصانع غير مرخصة: وضبطت إدارة شرطة التموين والتجارة، قبل بدء الشهر الكريم، مصنع لتصنيع وتجهيز الألبان خامات رديئة، ومجهولة المصدر، وغير مصحوبة بأية مستندات تدل على مصدرها و بيانات تفيد الصلاحية والتصرف فيها بالبيع، لتحقيق أرباح غير مشروعة، وعثر داخل المخزن على 828 كيلو جبن ، 400 كيلو زبدة ، وعدد 700 عبوة فارغة، وجميعها مجهولة المصدر وغير مصحوبة بأية مستندات تدل علي مصدرها .