قال الدكتور عمرو يسري، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية وعلاج الإدمان، إن الصحة النفسية الإيجابية للطفل تعتمد على مبدأ الرعاية المشتركة، منتقدًا ما نص عليه قانون الأحوال الشخصية الحالي، والذي يحدد رؤية الأطفال لأحد والديه غير الحاضن لمدة ثلاث ساعات فقط في الأسبوع في إحدى المراكز، يؤثر ذلك بشكل سلبي على الصحة النفسية للطفل. وبيَّن يسري في تصريحات صحفية له اليوم أنه كلما كان هناك علاقة متصلة وتواصل حضاري بين الأب والأم بعد الإنفصال كلما كان انعكاس هذا التواصل ايجابيًا على صحة الطفل وعلى مستوى التنشأة النفسية لهم. موضحا أنه إذا تم فصل الطفل عن أحد أبويه يحدث نوع من الجمود في جزء نفسي بداخل الطفل، لا يمكن إشباعه باقي حياته بأي تعويض آخر. وقال "أن ذلك يحدث نتيجة أن الأب والأم يصدر عنهم موجات خاصة بهم لأطفالهم، فينتج عن عدم إشباع الطفل بتلك الموجات والتي يستمدها من أبويه أمراض نفسية مرتبطة بالخوف حيث أن الأطفال يتعرضون لأذى نفسي قوي بسبب تطبيق "الرؤية" والتي يحددها قانون الأحوال الشخصية الحالي بثلاث ساعات أسبوعيًا، والتي تتم بوقوف الأطفال في طوابير لرؤية الطرف غير الحاضن". واضاف " في حين نجد أن هناك من الأسر من تقرر أن مصلحة الطفل هي الأهم في المقام الأول، فيقرران الاتفاق فيما بينهم أن يذهب الطفل للمبيت مع الطرف الآخر لمدة معينة خلال الأسبوع، مما يُحدث فرقًا ملحوظًا في الحالة النفسية للأطفال عن غيرهم من الاطفال". وكشف يسري أن تنفيذ مبدأ الإستضافة يساعد علي عمل ثراء في تكوين الطفل وذلك بناءا على تجارب تطبيقية حقيقية، لافتا الي أنه فيما يتعلق بالمنع التام، فإن هذا لا يمكن تقبله، حيث يكون مؤشر عن عدم الإتزان النفسي للشخص القائم بذلك في الأساس، ويكون سببًا في العديد من الأمراض النفسية الإجتماعية التي يصاب بها الأولاد في بدايات سن المراهقة والممتدة لمدى حياتهم. وأشار عمرو يسري، أنه فيما يخص انتقال الحضانة في حالة وفاة الأم، فإن انتقال الحضانة إلى الأب مباشرة يكون هو الأكثر إفادة للطفل؛ حيث لا يوجد منطق يقبل أن يقوم الجد والجدة بتربية الأبناء وأبيهم علي قيد الحياة وخاصة أن الأجداد يحتاجون في هذة الفترة العمرية من يقوم علي رعايتهم. وشدد يسري على ضرورة أن يشارك الأب والأم في تربية الأبناء،مشاركة فعلية بكل ما تحمله الكلمة من معاني لخلق أطفال أسوياء قادرون على خدمة الدولة والمجتمع.