د.أشجان نبيل تكتب: الدائرة الحمراء

الدائرة الحمراء مصطلح أصبح يتردد علينا كثيرًا والكل يتحدث عنه وأيضًا يمارسه ولكن هل نعلم ماهيته بشكل صحيح ؟؟؟
وهل نقوم بتطبيقه بأساليب منطقية ؟؟هذا ما سوف نجيب عليه في هذا المقال
أنها الاستقلالية ودعوني في البداية احدثكم عن مفهومها ، الاستقلالية هي قدرة الفرد على التفكير واتخاذ قرارته والفصل في أموره الشخصية والحياتية دون التأثر بالآخرين أو الأضرار بحريات المحيطين مع مراعاة الغلاف المجتمعي الذي يعيش فيه فالاستقلالية ليست فطرة بشرية ولكنها أمر حياتي مكتسب تزداد مهارات الفرد فيها بالممارسة وهي عكس التبعية تمامًا .
والاستقلاليه لها انواع عديدة مثل ( الذاتية ، النفسيه، الفكريه، الماليه، واشكال متعددة تصل حتي إستقلالية الدول ) ولكن في مقالي هذا سوف اتحدث عن الاستقلالية الذاتية والتي بسبب الجهل فيها وعدم الوعي تفككت بعض المركبات المجتمعيه في الدول العربيه
علينا أن نعلم ان الطفل يولد للحياه تابعًا لوالديه وهذا امر طبيعي ولكن يبدأ من سن السابعه فكرة الإدراك لان يبدأ الطفل التعلم فكرة الاستقلال وذلك هي الخطوة الرئيسه والهامة التي تقع علي عاتق الأب والأم وتظل تتدرج وصولًا الي سن المراهقة
ولكن ومع الأسف هذا في الأغلب لا يتم من الأهالي بشكل صحيح نظرًا لبعض الأسباب حيث ان الأهالي لايدركون خطورة مرحله المراهقة والبلوغ لدي الأبناء وكيفيه التعامل معها بالاضافه الي أن العديد منهم يزرع التبعيه فالأبناء
والاخطر ان كثيرًا من الأهالي لا يعلم ان هذة المرحله هي التي يتم وضع أسس الشخصيه كامله والتي عليها تُبني مرحله النضوج سواء للشاب او الفتاه عندما ننظر لواقع مجتمعنا الحالي سوف نجد ان الجميع يتحدث عن الأستقلالية وبالأخص الشباب
ولكن الممارسات بعيدة تمامًا عن الاستقلال مضمونًا فهي تميل للتبعيه والجهل اكثر وفكرة التصميم علي الرأي دون إيجاء اَي تفسير منهم لماذا يفعلون بعض السلوكيات ، والدليل علي ذلك ان نسبه كبيرة من الشباب والشابات تتخيل ان الاستقلالية هُو الخروج من كنف الأسرة وذلك استنادًا علي استقلاليتهم الماديه ، نموذج اخر وهو الصراع والنديه التي أصبحت متواجدة مابين المرأه والرجل
حيث تتخيل المرأة باْذن عملها وقدرتها علي جلب المال هو ما يجعلها تتساوي مع الرجل او ان يصبح لها الكلمه العليا وهذا إيضًا فكر خاطئ ومشوة
نموذج أخر وهو انتشار التقاليع والسمات المغلوطة مابين الأجيال الجديدة وذلك من منطلق التقليد الأعمي او الموضه
ولكن لا أحد منهم يعلم لماذا يفعلون ذلك والدليل أدخل معهم في نقاش ،، لن تجد منهم اجابة ولكن سوف تري حاله من التشتت العام
وهنا دخلنا في الدوائر الحمراء الدوائر التي ظاهرها فكرة او مصطلح ولكن مضمونها تنفيذ الفكرة العكسية
بمعني ان الاستقلالية تحولت في مضمونها الي التبعيه الكامله
خروجك من المنزل والانفصال عن الاسرة ليست إستقلالية بل تبعيه للجهل
تمردك كأمراة علي فطرتك المجتمعيه وتخيلاتك بالمساواة ليست إستقلالية ولكنها تبعيه للجهل
خروجك عن المعروف والاعراف المجتمعيه الصحيحه ليست إستقلالية ولكنها تبعيه بالجهل
أفراطكم في حب اولادكم وتركهم للمجتمع الخارجي والتكنولوجيا ليست إستقلالية ولكنها تبعية واستسلام للخراب
عليكم ان تعلموا أنة حتي نبتعد عن الدوائر الحمراء علينا إن نتعلم ونعّي جيدًا مفهوم الأمور بشكلها الصحيح
الأستقلالية مهارة تتطلب مواصفات وممارسات وأسس قويه تبدأ من الأسرة لذلك لا تتعجبوا حينما تجدوا ان النضوج الشخصي في مجتمعتنا أصبح عملة نادرة وسوف نناقش المقال القادم باْذن الله كيف تصبح مستقلًا ؟