اشتبكت الولاياتالمتحدة مع روسيا بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي أمس "الثلاثاء" بمعارضة كل منهما محاولة الأخرى لإجراء تحقيقات دولية في هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا. وأوقفت موسكووواشنطن محاولات كل منهما في مجلس الأمن لإجراء تحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا التي تشهد حربا أهلية دخلت عامها الثامن. وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة نيكي هيلي "القرار هو أقل ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن ردا على الهجوم". وتدرس الولاياتالمتحدة وقوى غربية أخرى القيام بعمل عسكري لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما يُعتقد أنه هجوم بغاز سام يوم السبت "7 أبريل" على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي صمدت طويلا أمام القوات الحكومية السورية. وفشل مجلس الأمن في إقرار ثلاثة مشروعات قرارات بشأن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، فقد استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي سعى إلى إجراء تحقيق يُحدد المسؤول عن مثل هذه الهجمات، في حين أخفق مشروعا قرارين قدمتهما روسيا في الحصول على تسعة أصوات، وهو الحد الأدنى اللازم لتبني أي مسودة قرار بالمجلس والذي يتسنى بعده فقط استخدام الفيتو. وتعارض موسكو أي ضربة غربية على حليفها المقرب الأسد وعرقلت تحرك مجلس الأمن بشأن سوريا 12 مرة. وذكر السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن قرار واشنطن طرح مشروع القرار الذي أعدته للتصويت قد يكون تمهيدا لضربة غربية على سوريا. وتابع "تحاول الولاياتالمتحدة مرة أخرى تضليل المجتمع الدولي ومن جديد تمضي نحو مواجهة". وقالت هيلي "التاريخ سيسجل أنه في هذا اليوم فضلت روسيا حماية وحش على حياة الشعب السوري" وذلك في إشارة إلى الأسد. وذكرت منظمة إغاثة سورية أن 60 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب ما يربو على الألف في الهجوم الكيماوي مزعوم على عدة مواقع في دوما.