قالت صحيفة "ميلليت" التركية اليوم، الاربعاء، إن القوات الامريكية انسحبت بعد 9 أعوام من غزو العراق مخلفة وراءها الآلام والخوف والمصاعب وعدم الاستقرار، اضافة الى انهيار السياسة الامريكية الرامية الى تغيرات التوازنات الاقليمية في المنطقة، حيث نرى ان النفوذ الايراني لم يتراجع وانما على العكس بدأ يزداد مع وصول حكومة شيعية في العراق. وأضافت الصحيفة أنه بعد هذه المأساة بدأت الاسئلة التالية تطرح نفسها "ماذا سيحصل الآن؟ هل من الممكن للعراق التغلب على مشاكلها التي ورثتها من الغزو الامريكي؟ من الذي سيملأ الفراغ في العراق بهذا الوسط المجهول؟، توقع الجميع نجاح السياسة الامريكية في المنطقة من بعد غزو العراق ولكن حصل العكس تعقدت امور العراق والمنطقة بأكملها من بعد الغزو الامريكي، انسحاب القوات الامريكية من العراق وتسليم جميع القواعد العسكرية للعراقيين مجددا لا يعني أن ادارة واشنطن تخلت عن سيطرتها على العراق لان بقاء 16 ألف موظف أمريكي تابع للسفارة الامريكية في بغداد بحد ذاته مؤشرًا واضحًا على المكانة المهمة التي يحتلها العراق في الاستراتيجية الامريكية المرسومة لمنطقة الشرق الاوسط". ورأت الصحيفة التركية أنه "في الواقع ان امريكا ستلعب دورا رئيسيا ومهما في اعادة الهيكل السياسي والاقتصادي للعراق، اضافة الى تولي مهام تدريب الجيش العراقي". وأوضحت وجهة نظرها قائلة "ستتولى أمريكا مهام "التحكم عن بعد" لتوجيه العراق للاتجاه الذي ترغبه ولكن هذا الواقع "عدم وجود امريكا" يخلق ايضا فراغا سياسيا، وايران الدولة التي ستستفاد من هذا الفراغ بدرجة كبيرة، استفادت ايران من التطبيقات الخاطئة لسلطة الاحتلال الامريكي، خاصة من بعد ابعاد السنة من الجيش وادارة البلاد وهذا الامر خدم مصلحة ايران وزيادة نفوذها تدريجيا في العراق من خلال علاقتها الوطيدة مع الزعيم الشيعي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ولكن هذا لا يعني أن تستمر الامور لتكون لصالح ايران، لان الوضع الحالي لا يضمن ذلك لايران جراء الفراغ في العراق واستمرار النعرات الطائفية والعرقية بين الكتل العراقية". وتابعت "أن هذه الامور تتيح فرصة التنافس بين القوى الخارجية وتركيا أحد هذه القوى، بعد أن انتهجت انقرة سياسة نشطة في العراق وبذلت جهودًا مرموقة لتوحيد مختلف الجماعات العراقية "السنة، الشيعة، العرب، التركمان، الاكراد" وبطبيعة الحال سوف تستمر تركيا على هذا الاهتمام والنشاط بالفترة المقبلة ايضا ولكن لا تنظر ايجابيا لزيادة النفوذ الايراني في العراق، اضافة الى عدم ارتياح السعودية والدول الخليجية من زيادة النفوذ الايراني في العراق الذي سيؤثر عليهم ايضا بالمستقبل القريب، كل هذه الامور توضح لنا المنافسة الصامتة بين تركيا وايران حول العراق".