أكد الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس أن للحوار مكانة كبرى وآثارا عظمى في هذا الدين الحنيف فهو وسيلة فاعلة في الدعوة إلى دين الله عز وجل. وقال السديس، في تصريحات له اليوم الأحد، إن القرآن الكريم "وهو المعجزة الخالدة إلى يوم الدين" يحوي كثيرا من أساليب الحوار، بما يناسب عقول الناس، وتفاوت مداركهم، واختلاف الطبائع والنفوس، فيعلم الجاهل، وينبه الغافل، ويرضي نهم العالم. وأوضح أن الحوار منهج شرعي، وأصل رباني، وفطرة فطر الله الناس عليها، ولكنه "سبحانه" قيدها في إطار موحد، وقانون ممجد، وهو قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هى أحسن" فكان هذا هو المنطلق الإيماني، والتأصيل الشرعي للحوار الفاعل البنَّاء، ومنهج الرسل والأنبياء رضي الله تعالى عنهم أجمعين، ثم تبعهم السلف الصالح ثم التابعون ومن تبعهم بإحسان. ونوه الشيخ السديس بافتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا غدا الاثنين، مشيرا إلى أن هذا الحدث التاريخي العالمي يعد علامة فارقة، في العلاقات الحضارية بين الشرق والغرب، حيث يمد جسور التواصل ويقرب وجهات النظر بين أتباع الحضارات والثقافات المختلفة.