وسط معطيات على أرض الواقع وأحاديث إعلامية وبيانات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة تتأرجح بين واقع مرير وإعلام مذبذب بين نعم ولا.. سؤال يطرح نفسه وبشدة هل المجلس العكسري يخدم مصر أم أعداء مصر؟ سؤال يطرح نفسه بقوة خاصة بعد الاحداث الاخيرة... فصمت المجلس العسكرى على تمويل دول الجوار "السعودية، والإمارات، وقطر، ودبي" لجماعات الإسلام السياسي بمليارات الدولارات لتحطم فرحة مصر والمصريين جميعاً بإنتصار الثورة على النظام الفاسد حتى لا تكتمل وتسير في الإتجاه المعاكس... الأموال المغدقة على التيارات الدينية تم شراء ضعاف النفوس من الفقراء والمعدمين المصريين منذ إستفتاء شهر سبتمبر بالشنطة المحملة بأكياس الأرز والمكرونة والعشرين جنيهاً وبشوادر اللحوام التي بثلاثين جنيهاً الكيلو.. وملايين الجنيهات المغدقة في إنتخابات المرحلة الأولى... بخمسين جنيهاً لكل صوت مستخدمين الورقة الدوارة مستمرين فى شراء نفوس بفلوس... بالطبع السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أُجريت الإنتخابات في هذا التوقيت؟.. هل إستجابة لرغبات التيار الإسلامي؟ أم لضرب مظاهرات شباب يناير في ميدان التحرير؟ لماذا لم تؤّمن الإنتخابات كما وعدت وزارة الداخلية والمجلس العسكرى؟ بدليل كم الإنتهاكات الموثقة على قنوات التوك شو مثل ناس بوك وجولات إستمارات المنتخبين وبرامج عدة، وقيام بلطجية بسرقة أوراق الإعادة بدائرة دار السلام... وجرائم التيارات الدينية أمام اللجان وعدم الإلتزام بمواعيد فتح اللجان في دوائر عديدة حتى السادسة مساءاً، وترك عدداً من الصناديق المكدسة بإستمارات الناخبين دون فرز... بطلان الإنتخابات في عدد من دوائر القاهرة مثل الدائرة الأولى "الساحل شبرا" وإلغاء الإعادة... وتصريح المستشار أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر الخطير مع الإعلامى معتز الدمرداش بأن الإنتخابات شابها العديد من اوجه النقص محذرا من خطورة عمليات الفرز داخل اللجان العامة وسهولة التلاعب بها... وعدم التنسيق بين كل المشرفين في العملية الإنتخابية مع نادي القضاة. علاوة على تغاضي وتهاون رؤساء اللجان مع عدداً من المنقبات وعدم إجبارهم على دمغ إبهامهم في الحبر الفسفوري مما أعطاهم الحق بالمشاركة عدة مرات ببطاقات آخرين كما حدث فعلا... فشل اللجنة العليا للإنتخابات في إثبات جدارتها كما وصف محمد محيي مدير حملة شارك وراقب لإدارة عملية إنتخابية ...تواجد أتباع الأخوان أمام مدرسة السبتية الثانوية بولاق أبو العلا والإعتداء على حرية الناخبين وتوجيههم لإختيار مشرح حزب "الحرية والعدالة" وحزب "النور"في ضرب لكل مقاييس التنافس الشريف وعدم الإلتزام بقرارات اللجنة العليا للإنتخابات. أخيرا سوء إدارة العملية الإنتخابية وعدم الترتيب الجاد لها وعدم الإلتزام بقرارات اللجنة العليا للإنتخابات وتهاون الجيش والشرطة في عميات التأمين وإلقاء الإستمارات في الشوارع والصمت التام على جرائم تيار الإسلام السياسي... كل هذا يجعلنا نتساءل هل يعمل المجلس العكسري مع أم ضد مصر؟! وإن كان إجراء الإنتخابات في ذلك الموعد للقضاء على إنتفاضة ثوار التحرير هل هذا مبرر للتضحية بمستقبل مصر وآمال المصريين والإستهانة بدماء شهداء الثورة؟.. واعمال القتل والاعتداء على شباب الثورة فى التحرير بشارع مجلس الوزراء والاعمال البربرية والغير اخلاقية ضد بنات الثورة .... اليس كل هذا يجعلنا نسعى للجواب على السؤال الهام وهو هل المجلس العكسري يعمل مع ام ضد مصر؟ ثم من هو الكاسب الحقيقي من جراء تلك الجرائم؟.. بالطبع الخاسر الوحيد هو مصر. [email protected]