سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطبة الجمعة .. خطيب الجامع الأزهر يؤكد: النفاق لم يدخل مكة وأول ظهور له كان على أيدي اليهود.. والله حذرنا منه في «340 آية قرآنية».. «المنافقين» وراء كل المصائب وأشد خطرًا من أي عدو مكشوف
خطيب الجامع الأزهر: النفاق لم يدخل مكة.. وأول ظهور له كان على أيدي اليهود الله حذرنا من النفاق في «340 آية قرآنية» المعركة من النفاق والمنافقين ليست سريعة الله تعالى أقسم «11 قسم» على أن الفلاح يكون بالأخلاق بلاؤنا ليس في هجمة عدونا على وطننا من الخارج «المنافقين» وراء كل ما حل بالمجتمعات من مصائب المنافق أشد خطرًا من العدو المكشوف ألقى الشيخ أحمد المالكي، من علماء الأزهر الشريف، خطبة الجمعة الثالثة من شهر جماد الأول، وموضوعها «خطورة النفاق، وعلاماته»، بحضور الشيخ محمد زكي، رئيس اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف، ب«الجامع الأزهر»، بمحافظة القاهرة . قال «المالكي» إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هو نبي الأخلاق وكذلك ديننا، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى زكاه، فقال: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» الآية 4 من سورة القلم، وهو القائل -صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الأَخْلاَقِ»، فجعل من مهمة بعثته أن يُتمم مكارم الأخلاف، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حث على الأخلاق الحسنة، بل أخبرنا ربنا تبارك وتعالى، بعد أن أقسم أحد عشر قسمًا على أن الفلاح لا يكون إلا لمن زكى نفسه. واستشهد بما قال الله تعالى: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)» من سورة الشمس. وتابع: وكما حثنا الله تعالى على الأخلاق الحميدة، حذرنا من الأخلاق الذميمة، التي تُفسد النفوس البشرية، وتُدمر المجتمعات، التي هي سبب من أمراض القلوب، ومن جملة هذه الأمراض مرض النفاق، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)». وأوضح العالم الأزهري، إن بلاءنا ليس في هجمة عدونا من الخارج على وطننا فحسب، بل إن من بلائنا فئة من بني جلدتنا تعمل بمثابة بوق لعدونا تردد بصوت أعلى ، يديرونها كيفما شاءوا وأنى شاءوا حسب أهوائهم، مشيرًا إلىة أن النفاق انحراف خُلقي خطير في حياة الأفراد والأمم والمجتمعات، وتكمن خطورته حينما يدخل في الدين، وعندما نلاحظ آثاره في المجتمعات، فيهدمها من الداخل، حيث إن المنافق آمن مُستأمن، لا تحسب حسابًا لكيده ومكره . ونوه بأن النفاق سلوك مركب من أربعة عناصر خُلقية ذميمة، وأول العناصر التي يتركب منها النفاق، «الجُبن»، وثانيًا جحود الحق وثالثًا الطمع في منافع دنيا الناس الزائلة، منوهًا بأنه وعماد كل ذلك الكذب، كما أخبر نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ». وأضاف «المالكي» أنه من أخطر المصائب التي حلت بالمجتمعات في تاريخها الغابر وواقعها المعاصر، إنما حلت بهم عن طريق النفاق والمنافقين، فالمصائب التي حلت بالمجتمعات ، كان النفاق زعيمها دائمًا، ونجح في ذلك بوسائل الكيد والمكر، التي قام بها المقنعون بأقنعة االإسلام زورًا وبهتانًا، أرادوا إفساد الناس والمجتمعات من الداخل. ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى حذرنا من النفاق وأهله أشد تحذير، ونهانا عن اتخاذ بطانة عالمة بالأسرار من المنافقين، حتى لا تُفسد على المسلمين أعمالهم، لأن العدو واللص المخالط المداخل الذي يلبس ثوب صديق وفي أمين أشد كيدًا وأخطر وأنفذ مكرًا من العدو البعيد واللص المكشوف الذي يُعرف بأنه خائن غدار فيحذر الناس منه. ودلل بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ» الآية 119 من سورة آل عمران، مشيرًا إلى أنه لم يظهر النفاق في مكة، حيث كان الكفار يُعلنون كفرهم صراحة، منوهًا بأنه كان هناك مُفاصلة علنية بين الحق والباطل. وأفاد بأن أول ظهور للنفاق كان على أيدي اليهود، عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، فأظهر له بعض اليهود الإسلام، وأبطنوا الكُفر وإرادة الشر للأمة كلها وللنبي -صلى الله عليه وسلم-، والله سبحانه وتعالى حذرنا في 340 آية من النفاق والمنافقين، حتى قال بعض أهل العلم إنه كاد القرآن أن يكون كله في شأن المنافقين. ونبه إلى أن المنافقين هم أولئك الذين يُظهرون الإسلام ويبطنون الشر والكيد والمكر للأمة والأوطان والمجتمعات والشرائع، وللدين، منوهًا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذرنا كذلك فيما رواه الإمام أحمد في المُسند من حديث عمر بن الخطاب ، أنه -صلى الله عليه وسلم - قال: «أَخْوَفُ مَا أَخَافَ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمُ اللِّسَانِ»، أي علمه بالإسلام لا يجاوز حدود لسانه وقسمات وجهه، فيما يُضمر في قلبه الشر والكيد للإسلام. وأشار إلى أن المعركة من النفاق والمنافقين ليست سريعة إنما هي معركة طويلة ومستمرة، لأنهم يريدون إفساد الدين والمجتمع الآمن، منوهًا بأننا نحتاج معها إلى عمق إيمان وشدة صبر وطول نفس، وبذل جهد.