يفتتح د.خالد العناني وزير الأثار تكية تقي الدين البسطامي السبت القادم،وذلك بعد إنتهاء ترميمها ضمن مشروع أعدته الوزارة لتطوير منطقة باب الوزير وما بها من منشآت آثرية. وفي تصريحات خاصة ل"صدي البلد "،كشف محمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية أن فلسفة الترميم للتكية ركزت علي الحفاظ علي التصميم الأصلي والعناصر الأثرية الحالية لها،والرجوع بالتكية وملحقاتها الى التصميم الأصلى وقت الإنشاء،مع إزالة التدخلات العشوائية المضافة من شاغلى التكية فى السنوات السابقة، مع الارتقاء بالمنطقة المحيطة. وتابع: تضمن المشروع اجراء بعض الحفائر في المنطقة الخلفية الواقعة بين البيمارستان والتكية،وربطهما معا بإستخدام النفق المكتشف أسفل البيمارستان وكذلك مع باقى مكونات حارة درب اللبانة الأثرية. وأشار إلي أنه من الدراسات الإنشائية التى تمت على مبنى التكية،تبين ان الحوائط الخاصة بها سليمة انشائيا وتحتاج الى رفع كفاءتها،حيث تم حقن الحشوة بين الحوائط وتحسين حالة المونة الرابطة بين الأحجار ،ومعالجة كافة الشروخ والتشققات الموجودة بالحوائط لزيادة كفاءتها الانشائية،لمقاومة الزلازل. وأوضح أنه تم تربيط جميع الأركان جيدًا مع معالجة الشروخ والتشققات الموجودة عند الحوائط المتقاطعة فى الإتجاه الرأسى،وتربيط الحوائط بمنسوب السقف العلوي ببراطيم من الخشب العزيزي من الداخل والخارج، وتربيط وتزرير الشروخ بالحوائط مع استعدال الميول بالحوائط والواجهات،عن طريق فك جزئى للاحجار واعادة البناء مرة أخرى. كما تم تغييرالأحجار التالفة بالحوائط بأخرى سليمة ولها نفس مواصفات أحجار الحائط،وإزالة جميع طبقات الدهانات المستحدثة على حوائط عناصر التكية المختلفة،وإزالة جميع المخلفات والأحمال الضاغطة على الحوائط والأسقف،ثم علاجها طبقًا لكل حالة مع الفك الجزئى وإعادة البناء بعد استعدال الإنبعاجات وعلاج الميول. وأشار إلي أن المشروع تضمن أيضا استعدال اعمدة رخامية مائلة حاملة لأسقف المصلى الموجود بالتكية، حيث تم علاج الميول الحادثة بتلك الأعمدة مع تغيير القواعد الكاملة للأعمدة،نظرًا لتهالكها تمامًا وعدم قدرتها على تحمل الأحمال الواقعة عليها. وأجريت للتكية أعمال العزل الأفقى للأسطح لمنع تسرب مياه الأمطار الى اسقف التكية الخشبية،مع عمل شبكة لتجميع وصرف مياه الأمطار،وتمت معالجة تلف وفقدان جميع العناصر الخشبية للتكية من ابواب وشبابيك وأحجبة خشبية ذلك عدا جميع الأسقف الخشبية الإنشائية. وقال أنه تم إجراء أعمال الكهرباء والإضاءة لجميع واجهات التكية وفراغاتها الداخلية،وأعمال تنسيق الموقع العام وتسهيل زيارة التكية سواء من حارة درب اللبانة أو من جهة البيمارستان وباب الوزير. وأشار إلي أن الحالة السيئة للتكية ادت الي اندثار الكثير من القيمة الأثرية و الفنية،ولم يتبق من وجهة النظر الأثرية سوي تصميمها الاصلي ومدخل التكية وبيت الصلاة الملحق بها،اضف الي ذلك بعض العناصر القليلة الاثرية مثل بعض الأحجبة الخشبية وضلف الأبواب والشبابيك. وأوضح أن مشروع الترميم الدقيق للتكية والذى ازال جميع الإضافات التى تمت بالتكية من قبل،اعاد للتكية الكثير من القيم الجمالية والفنية التى اندثرت تحت طبقات الدهانات المتتالية،وكشفت عن مواد البناء الأصلية مثل الأحجار او الطوب الآجر،والذى تم التعامل معها بكل حرفية لإظهارها وترميمها وإعادتها الى اصلها الأثرى القديم،وتم ترميم وإستكمال جميع العناصر الخشبية بالتكية من ابواب وشبابيك وأحجبة. وقال أن اهم ما يميز ترميم العناصر الدقيقة بالتكية هو ما تم الكشف عنه بعد إزالة طبقات دهانات مستحدثة بأحدى الغرف العلوية بالتكية،وعند الوصول الى الطبقة الأخيرة من تلك الدهانات،تم الكشف عن لوحة جدارية ملونة تمثل زهريات ومجموعة من الأزهار وكانت بحالة طيبة من الحفظ. وذكر أن تدهور حوائط التكية الإنشائية وضرورة العمل فى ترميم الشروخ واستعدال ميول بالحائط الحامل للوحات الجدارية، ادى الى وضع خطة دقيقة لنزع تلك اللوحات وتشوينها لحين ترميم الحائط انشائيا،ثم إعادة تركيبها مرة أخرى،كما تم علاج الزخارف الحجرية بواجهة مدخل المصلي والمكاسل الحجرية والمقرنصات بالمدخل،وتمت إزالة الأملاح من الحوائط وتنفيذ أعمال الكحلة والعراميس.