الكوانين البلدي التى اختفت من البيوت والمنازل الصعيدية منذ سنين طويلة وحلت محلها اسطوانات البوتاجاز ، عادت للحياة من جديد ، خاصة مع ظهور تجار السوق السوداء وارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز إلى أكثر من 30 جنيها بمحافظة قنا. فقد لجأت البيوت الريفية إلى هذه الكوانين كبديل لأنبوبة الغاز التى اختفت من السوق وارتفع سعرها إلى مبالغ تفوق ميزانية الأسر الريفية . فالكوانين البلدي التى كانت مصدرا أساسيا لطهي الطعام منذ القدم بدأت تظهر وبكثافة أمام البيوت الريفية وحتى فى المناطق العشوائية بمدينة قنا ، والكوانين جزء رئيسى من الحياة الريفية القديمة . وتتكون الكوانين البلدي من تصميم بسيط للغاية وغير مكلف ، فهي عبارة عن قالبين من الطوب اللبن يوضع بداخلهم مجموعة من الأخشاب أو أعواد البوص مع إضافة بعض الورق لكى يساعد على الاشتعال ، ويوضع فوقه إناء الماء أو الطعام المراد طهيه . تقول السيدة أسماء عفيفي ربة منزل ، أزمة الأنابيب جعلتنا نعود أعواماً للخلف ، فلا بديل لنا إلا استخدام الكوانين لطهي الطعام وعمل كوب الشاي الضروري فى كل البيوت المصرية ، لكن أكثر ما يخيفنا فى استخدام الكوانين الحرائق التى قد تنتج عنها . وقد عاد الأهالي للكوانين مضطرين لمواجهة أزمة الأنابيب التى أثرت بشدة على المواطنين وخاصة فى ظل برودة الشتاء القارس وفى ظل تخلى الحكومة عن دورها في ضبط أسعار السوق أو ملاحقة تجار السوق السوداء .