إزالة مهينة لتمثال «عبد المنعم رياض» في بورسعيد محافظ بورسعيد يعتذر لأسرة الشهيد ويحيل المتسببين للتحقيق ابن خال الشهيد: طريقة نقل التمثال «إهانة كبيرة» مصمم التمثال: التمثال صمم من النحاس بحرفية عالية عام 2002 أثار تمثال للشهيد البطل عبد المنعم رياض فى شارع 23 يوليو بمحافظة بورسعيد حالة من الجدل عقب تعرضه للكسر أثناء نقله من مكانه تمهيدا لوضع تمثال مماثل له بحجم أكبر بناء على تعليمات اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد. وكشف "صدى البلد" عن حقيقة ما تداولته العديد من المواقع والقنوات الفضائية عن سقوط تمثال الفريق الشهيد عبد المنعم رياض من اعلى منصته المواجهة لمبنى مديرية أمن بورسعيد وديوان عام المحافظة أمس بشارع 23 يوليو. وعلم "صدى البلد" أن اللواء اركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد أصدر تعليماته الى رئيس حي الشرق المهندس عماد المهدي برفع التمثال من أعلى المنصة وإزالتها تمهيدا لرفع كفاءة الشارع مع تطوير حديقة ميدان الشهداء وافتتاح المتحف القومى الجديد أسفل النصب التذكاري بدلا من متحف النصر للفنون وبديلا للمتحف الذي تم ازالته من 10 سنوات أمام قاعدة ديليسبس لأسباب غير معلومة. وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس الحي المكلف أخطر المحافظ بعدم توافر إمكانيات لديه لرفع التمثال الذى يحتاج إلى حرفية ومهنية حفاظا عليه فتم تكليف اللواء محمد عامر مستشار المحافظ للتشغيل الفنى بالعمل باعتباره المسئول عن معدات وسيارات المحافظة والأحياء ومشرف على جهاز الإنقاذ والطوارئ. وقال الغضبان ان التمثال الجديد للقائد العسكري العظيم، الفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بطول 4 أمتار، بما يليق بقائد عظيم من رموز القوات المسلحة وسيقوم بتنفيذه الفنان طارق الكومى، مدير متحف الفنان محمد مختار، وذلك بعدما تبين للمختصين وجود عيوب فنية بالتمثال القديم. ولفت الغضبان إلى ان تطوير الميدان يأتي في إطار أعمال التطوير الجارية بحديقة "المسلة" بالشكل الذي يليق بمكانتها التاريخية في قلوب أهالي مدينة بورسعيد كون أنها شهدت استقبال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، ومنها انطلقت شرارة ثورة 30 يونيو، وذلك ضمن مبادرة "حدائق بلا أسوار" التي أطلقتها المحافظة لتطوير الحدائق. وشدد محافظ بورسعيد على حرص المحافظة على التماثيل المتواجدة بالميادين من خلال خطط دورية لنظافتها وترميمها وتطوير الميادين المتواجدة بها، وكذلك إقامة ووضع عدد من التماثيل للزعماء جمال عبد الناصر، وسعد زغلول، وأنور السادات بميادين تليق بمكانتهم التاريخية في قلوب المصريين. وقرر اللواء اركان حرب عادل الغضبان محافظ بورسعيد إحالة المتسببين عن واقعة تمثال الفريق عبد المنعم رياض إلى التحقيق. وأعلن المحافظ تقدمه رسميا بالاعتذار إلى أسرة البطل عن التصرف غير المسئول الذي أقدم عليه المتسببين في الواقعة، والذين سيكون لهم عقاب رادع. واكد اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، على أن القائد العسكري البطل قيمة عسكرية وشعبية عظيمة، وأنه كان حريصا منذ توليه مهام منصبه على تكريم رموز الوطن بالشكل الذي يليق بمكانتهم التاريخية في قلوب المصريين، وما قدموه من بطولات وتضحيات من أجل مصر وشعبها، ولذلك تم وضع خطة تم البدء في تنفيذها بالفعل بوضع تماثيل للزعماء جمال عبد الناصر، وسعد زغلول، وأنور السادات بميادين تليق بمكانتهم التاريخية في قلوب المصريين. وأضاف المحافظ أنه من ضمن الخطة وضع تمثال جديد للفريق أول عبد المنعم رياض بميدان الشهداء بديلا للتمثال القديم الذي لم يكن يليق بمكانة البطل سواء بسبب حجمه أو عيوبه الفنية التي أشار إليها المختصين، لذلك تم تكليف الفنان طارق الكومى، مدير متحف الفنان محمد مختار، منذ 3 أشهر بإقامة تمثال جديد بطول 4 أمتار، ووضعه في مكان لائق بميدان الشهداء، وإزاحة الستار عنه في احتفالات بورسعيد بأعياد النصر 23 ديسمبر. وشدد الغضبان إلى أنه ستوجه الدعوة إلى أسرة الشهيد البطل الفريق عبد المنعم رياض وكافة فئات الشعب، لحضور إزاحة الستار عن التمثال الجديد الذي يليق بمكانة البطل، مشددا على أن هناك عقاب رادع المتسببين في واقعة إزالة التمثال القديم من قاعدته بهذه الطريقة. وأوضح محافظ بورسعيد أن الاعتذار جاء انطلاقا من خالص التقدير والاحترام والاعتزاز من شعب مصر بكافة طوائفه وانتماءاته، وخاصة من أهالي وقيادات محافظة بورسعيد الباسلة للفريق أول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وفخرهم بما قدمه لمصر وجيشها من بطولات وتضحيات، رموز الدولة خاصة من قيادات الجيش المصري العظيم الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. وفى اول رد فعل وصف طارق الخولي، ابن خال الفريق عبدالمنعم رياض، طريقة نقل تمثال الشهيد الفريق عبدالمنعم بميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد بأنها إهانة كبيرة. وقال الخولى إن ما تعرض له التمثال استهتار كبير بقيمة وقامة الفريق عبد المنعم رياض بسبب سوء أداء اللمسئولين لاعتمادهم على مقاولين هواة في نقل التمثال مما تسبب في تدمير التمثال كما شاهده الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي. أما الدكتور فيصل سيد أحمد، أستاذ النحت بجامعة دمياط، مصمم تمثال الشهيد عبد المنعم رياض بميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد، فشدد على أن ما تعرض له التمثال على يد محافظ بورسعيد الحالي اللواء عادل الغضبان، يمثل إهانة صارخة لرمز من رموز مصر وعدم تقدير لتاريخ الرجل العسكري، وأعرب عن استغرابه من جدوى المساس بالتمثال وتعريضه للتحطيم والتلف. وكشف الدكتور فيصل انه صمم التمثال من مادة النحاس بحرفية عالية عام 2002 في عهد اللواء مصطفي كامل، المحافظ الأسبق، الذي طلبه لوضعه بميدان الشهداء بالمحافظة، حيث كان يرغب في تدشين عدد من تماثيل رموز مصر وشهداء حرب أكتوبر ومنهم الضابطين عاطف السادات وإبراهيم الرفاعي». وقال فيصل إنه علم بقرار المحافظ عن طريق أحد الأشخاص قبل أيام، إلا أنه لم يتواصل معه أحد بشأن صيانته أو السؤال عن آلية نقله خاصة أن هذه الأمور تتطلب حرفية عالية في التعامل بطريقة فنية خاصة. وتساءل فيصل عن الحكمة من نقل التمثال بعد 16 سنة من وضعه في مكانه، وقال إنه حزين بسبب عدم تقدير المحافظ لقيمة وتاريخ عبدالمنعم رياض. وأوضح أن هناك تمثالًا آخر للشهيد في محافظة الاسماعيلية بمكان استشهاده أمام المعدية رقم 6. وجاء اعتذار محافظ بورسعيد لأسرة الشهيد وإحالة المتسببين للتحقيق بمثابة إسدال الستار على واقعة أثارت الرأى العام خلال الساعات الماضية.